المقالات

“بيننا أبطال”

•أتابع باهتمامٍ كبير هذه الأيام منافسات “دورة الألعاب السعودية” الأولى التي تعد أضخم حدث رياضي بمشاركة أكبر عدد من الرياضيين في تاريخ الرياضة السعودية.

•والواقع أن “بيننا أبطال” شعار رائع يقصد به اللاعب المشارك بينما أرى أن بيننا أبطالًا شعار طال أداء كل من ساهم في الدورة من “قيادة رياضية وإدارة وتنظيم وتحكيم ولجان”.

•الإمكانات البشرية ساهمت في هذا الإنجاز التاريخي؛ حيث لفت نظري الالتزام الدقيق للمنظمين والحكام بالزي الموحد فضلًا عن الأداء الناجح حسب الأنظمة والقوانين الأولمبية.

•لا شك أنها نقلة نوعية وقفزة تاريخية محلية للعبة الرياضية.

•أزعم أن بإمكان السعودية بعد الآن بغض النظر عن مستوى أداء اللاعبين استقبال وتنظيم دورة أكبر على المستوى العربي والآسيوي والعالمي.

•كأنني أتابع دورة أولمبية مصغرة من ناحية دقة التنظيم وعدد الألعاب بعيدًا عن مستوى الأداء الفني لعدد كبير من المشاركين على اعتبار أنها التجربة الأولى.

والسؤال الذي يطرح نفسه ونحن نعيش أجواء المنافسات المثيرة: لماذا دورة المنافسات الآن؟!
أقول: لأن المشاهدة تشجع على الممارسة، والممارسة الناجحة شغف، وهي الأساس والأصل فلا منافسة متفوقة بدون ممارسة صحية ناجحة.

•على ضوء ذلك أتوقع أن تحظى ممارسة اللعبة الرياضية بعد هذه البداية الناجحة بدعم كبير من المؤسسة الرياضية.

•الممارسة بحاجة إلى إمكانات: تمويلية ومادية وبشرية وطبيعية. ولا شك أن النجاح الذي نشهده سيشجع على المضي قدمًا لدعم الممارسة تحديدًا؛ لأنها أهم مراحل صناعة البطل الأوليمبي.

•ومن المهم القول: إن المنافسات أكدت أن التخصص الذي كنت أنادي به منذ أكثر من عقدين أثبت نجاحه، وبات ضرورة قبل أن تخطو رياضتنا خطوات جادة نحو الخصخصة.

•في كرة اليد مثلًا…
قوة وندية وإثارة في منافسات أندية الشرقية الخليج والنور ومضر والصفا، وأخيرًا الهدى سواء في هذه الدورة أو في المسابقات الأخرى. بعد أن كانت المنافسة في سنوات سابقة بين الأهلي والخليج فقط. كما أن بعض الأندية تخصصت وتفوقت في السباحة ورفع الأثقال وألعاب مختلفة.
وفي كرة السلة النسائية فاز فريق “جدة يونايتد” بالميدالية الذهبية، وفي الطائرة فاز فريق “العنقاء” بالمركز الثالث.
والنماذج كثيرة ومتعددة حيث تدل على أن التخصص يعني التركيز، والذي يقود للنجاح.

•لست مع احتضان أنديتنا لعدد كبير من الألعاب يفوق طاقتها، ويضعف إمكاناتها.

•حتى على مستوى الأندية الكبيرة الاتحاد والهلال والأهلي، والنصر والشباب والاتفاق.

أرجو أن يفعل ذلك من قبل المؤسسة الرياضية وربط هذا التوجه مع هوية الأندية.
•تخصص النادي في لعبة واحدة أفضل، وإن كان ذلك صعب التحقيق في هذا الوقت أطالب بتخصص الأندية الكبيرة والمتوسطة في ثلاث لعبات جماعية على أن تكون الألعاب الفردية من نصيب أندية أخرى. كما أرجو أن تتاح الفرصة للشركات والمؤسسات الكبيرة باحتضان، والمشاركة بلعبة واحدة على الأقل مساهمة منها في دعم جودة المنافسة الرياضية وتنوعها.

•بناء أو تخصيص مقرات جديدة مع الحرص على التخصص سيكون أهم عوامل تشجيع الممارسة والانطلاق نحو العالمية.

شكرًا لوزارة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية واللجنة المنظمة على هذا التنظيم غير المسبوق في ظل دعم لامثيل له من قبل القيادة الرشيدة التي اهتمت بالرياضة “مشاهدة وممارسة ومنافسة”، وقدمت لها الدعم الكبير ضمن استراتيجية الرؤية الحريصة على التفوق والإنجاز في كل الميادين.

عادل عصام الدين

محاضر في الإعلام الرياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى