المقالات

السعودية الخضراء والمقومات البيئية لنُظمنا البيئية

احتياجات الماء للأشجار تختلف من نوع لآخر كما تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى كذلك تختلف احتياجات النباتات للمياه حسب حجم النبتة وعمرها والبيئة التي تعيش فيها. المناطق ذات العروض الكبيرة، وأقصد بذلك المناطق الباردة عادة ما يكون هطول الأمطار كافيًا لري الأشجار والغابات فيه، وتدخل الإنسان في ري هذه الأشجار لهو أمر نادر.
أما المناطق ذات العروض المتوسطة الشبه جافة وذات معدلات متوسطة من هطول الأمطار هنا يجب على المتخصصين التدخل لحماية الأشجار من الجفاف؛ خاصة الأشجار الاقتصادية مثل أشجار الحمضيات والتفاح.
هناك معادلات رياضية وضعت لتحديد الكمية اللازمة لري الأشجار، هذه المعدلات الرياضية توضح العلاقة بين طول محيط الشجرة وكمية الماء الذي تحتاجه هذه الشجرة فوجد أن كل بوصة من طول قطر الشجرة يحتاج ما قدره 1.5 جالون (5.7 لتر) من الماء يوميًا، أي أن شجرة قطرها 20 بوصة تحتاج لريها إلى 30 جالونًا (114 لترًا) يوميًا طبعًا هذه المعادلات لا يمكن تطبيقها في نظمنا البيئية الصحراوية؛ وذلك لعدم توفر هذا الكم الهائل من المياه لزراعة مليون شجرة فمناخنا صحراوي جاف وهطول الأمطار شبه نادر.

السعودية الخضراء ورؤية 2030
مما لا شك فيه أن رؤية 2030 التي تبنتها حكومة المملكة العربية ستمثل نقله حضارية فارقة ليس في المملكة العربية السعودية بل في جميع منطقة الشرق الأوسط، وستحول اقتصاد المملكة فن الاقتصاد الرعوي إلى الاقتصاد الاستثماري المستدام Sustainable Economy؛ ولتحقيق رؤية 2030 في جعل المملكة العربية السعودية خضراء لا بد أن ترتكز هذه الرؤية على أسس علمية بعيدة عن المبالغات التي قد تكون عقبة تعوق إنجاز رؤية 2030.

عدد الأشجار المزمع زراعتها.
ورد عن منتدى السعودية الخضراء زراعة 450 مليون شجرة بحلول عام 2030 أي زراعة في المتوسط 5 ملايين شجرة في العام الواحد، وهذا العدد المزمع زراعتها في المملكة السعودية في العام الواحد لا شك أنه حلم جميل، ولكنه قد يتعارض مع معطيات نظمنا البيئة الصحراوية، ولنكون أكثر واقعية لنركز جهودنا في تحقيق جزء من هذا الحلم في هذه الفترة كزراعة مليون شجرة مثلًا، علينا دائمًا أن نضع نصب أعيننا العوامل البيئية لنظمنا البيئية مثل الرطوبة النسبية ودرجة الحرارة، ونسبة هطول الأمطار والرعي الجائر.
اختيار الأشجار يجب أن يكون من النباتات المتأقلمة على النمو في نظمنا البيئية المحلية المختلفة لبيئتنا المحلية، على سبيل المثال نبات السدر Ziziphus sp. الذي يمكن زراعته في المناطق الداخلية؛ حيث الجو الجاف أما المناطق الساحلية فيزر فيها نبات من نفس بيئتنا الساحلية مثل نبات الأراك Salvadora persica أو الشجيرات الملحية Halophytes، مثل هذه النباتات تحتاج كميات قليلة جدًا من الماء إذا ما قورنت بأشجار الكبيرة مثل شجر البزروميا وشجر الكافور.
مصادر المياه لري الأشجار هناك مصدران لري الأشجار، وهي متوفرة في نظمنا البيئية.
المصدر الأول هو مياه الصرف الصحي؛ فهناك ملايين الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي المهدرة سنويًا، وكل ما نحتاج إليه هو إدارة جيدة لإدارة هذه المياه، وأعتقد أن هذا الكم من المياه قادر على ري مليون شجرة من الأشجار الصحراوية والساحلية.
المصدر الثاني: هو مياه السيول التي يمكن حجز بعض مياهها في صهاريج طبيعية واستخدامها عن الحاجة.
المادة العضوية: مثل السماد العضوي للأسنان والدواجن بعض تعقيمه والمواد العضوية الأخرى مثل: مخلفات الأشجار، بالإضافة كون هذا السماد مادة مُغذية للنبات فهو يعمل على تثبيت الماء في التربة، أو قد تستخدم مادة إسفنجية صناعية يستخدمها الصينيون في زراعة مناطقهم الصحراوية.
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا لما خدمة هذا الوطن الغالي على قلوبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى