يعيشُ الإنسان في جميع مراحل حياته ساعيًا بكل قوته باحثًا ومفتشًا عن أسباب راحته النفسية وشعوره بالرضا والسعادة في منظومة الحياة، وبسبب سرعة تقلبات الحياة وتحولاتها الأسرية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، والتي انعكست سلبًا على صحة الفرد النفسية، نجد العديد من الأشخاص يواجهون الضغوط النفسية بأنواع مختلفة من أساليب المواجهة من الحيل النفسية وغيرها التي تعالج بشكل أو بآخر مشاعرهم وانفعالاتهم، وتخفف عنهم حدة التوتر والقلق وتفرغ عنهم نوعًا من طاقتهم المكبوتة، وتشبع حاجاتهم النفسية والإنسانية؛ ولهذا وجدت المعالجات النفسية غير الدوائية مثل: العلاج بالواقع للعالم جلاسر والعلاج القصصي أو بالسرد أو الكتابي، وهو محور حديثنا والعلاج بالمعنى والعلاج بالعمل والعلاج النسوي وغيرها؛ حيث إنها في الحقيقة علاجات نفسية تستند إلى أسس علمية ونظريات نفسية قامت على فكر العلماء النفسيين، وهي في مضمونها ومحتواها علاجات نفسية مقبولة مهنيًا بسبب نتائجها النفسية المرضية من قبل ممارسيها، وتحقق الغاية منها، وهي الشعور بالارتياح والطمأنينة والصحة النفسية، وتساعدهم أيضًا على التصدي بفاعلية للمشاكل التي يواجهونها مهما كانت.
التفسير النفسي لأسباب لجوء بعض الأشخاص إلى الكتابة:
1. يعتقد العديد من الأشخاص أن مشاعرهم لا يمكن البوح بها، وأنها قد تتعارض مع واقع الأسرة أو عرف المجتمع.
2. قد يحمل البعض أفكارًا لا يستطيعون التعبير عنها إلا بوصفها كتابيًا.
3. الرغبة في الاحتفاظ بالذكريات الخاصة أو المواقف الشخصية، وتدوينها بلغة مفهومة تتناسب مع الشخص نفسه.
4. أساليب المعاملة الوالدية والتنشئة الاجتماعية داخل الأسرة التي تتسم بقمع التعبير عن الشعور أو الرأي تدفع بالأشخاص إلى التوجه نحو التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بلغة كتابية.
5. امتلاك البعض لموهبة الوصف وقوة التعبير ومحاكاة الواقع أسباب تدفع البعض إلى الكتابة لتحقيق ذاته في هذا المجال.
مميزات العلاج النفسي بالكتابة:
– التنفيس الانفعالي عن المواد المكبوتة أو المشاعر المختزنة في اللاشعور.
– محادثة علاجية فعالة خصوصًا عند إطلاق العنان للشعور بأن يتحدث ويصف ما يريد بحرية وأمان.
– زيادة الوعي بالقدرات الخاصة للأشخاص من خلال تنمية مهاراتهم المعرفية الروائية، وتعزيز هذه المهارات الكتابية للتمتع بالحياة من خلال إنتاجهم الفكري والأدبي.
– فرصة جيدة لتشجع التعبير عن الذات ومكنون الشخصية.
– تزداد خبرة الأشخاص حول ذاوتهم ومحيطهم.
– يساعد الأشخاص هذا النوع من المعالجات النفسية غير الدوائية على إعادة تقييم أحكامهم تجاه ضغوطات الحياة، وبالتالي يصبحون أكثر عقلانية وواقعية ويتصرفون بشكل جيد، وبطرق إيجابية نتيجة للتأمل فيما يكتبون ويراجعون.
– يساعد الأشخاص على التحدث وبشجاعة بطريقة السرد أو الكتابة على التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر صحة وإيجابية.
عيوب العلاج النفسي بالكتابة:
– يضعف التواصل اللفظي والتفاعلي بين الشخص والآخرين.
– قد تؤدي إلى العُزلة والانطواء وكثرت الأحاديث الذاتية الكتابية بين الشخص ونفسه.
– قد يؤدي بالشخص إلى الخروج عن الواقع والعيش بين سطور الكتابة، والتحفظ على كثير من أسرار حياته مما يسهم في غموض شخصيته لدى الأهل والأصدقاء.
– أخصائي أول نفسي
عضو الجمعية العلمية السعودية للإرشاد النفسي