تشرق سماء الحضارة بمدينة الشمس الأقصر مدينة المئة باب، طيبة عاصمة مصر في العصر الفرعوني، مهد ثلث آثار العالم، المزدانة بمعابد الفن العظيم، والقصور التراثية الحجرية الأثرية، بالشعاع الحضاري للجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية.
بانعقاد المؤتمر السنوي الدولي الثاني عشر المعنون (الفنون والمواطنة حوارات للتاريخ والممارسة والتعليم)
تحت قبة الاتحاد تتألق فئة نخبوية مثقفة من المفكرين المستنيرين والعلماء النبهاء والباحثين المختصين الأكاديميين في تضاريس الحضارة وفضاء الفن ومناخات الفكر العربي من أنحاء العالم العربي والإسلامي،
يشدون بتراتيل الحضارات الإنسانية وتأثيراتها المتبادلة بعين حصيفة، ورؤية ثاقبة، بأوراق علمية كتبت برصانة عقلية متسمة بالعمق والشمولية، بعراقة الحضارة والمنهجية، والتعدد والتنوع، بين الأصالة والمعاصرة، وسبر أغوار الحضارة والتراث، والفن والهوية والمواطنة، وبيان مكانتها بين الحضارات الإنسانية.
يتفق الجمع ولا يختلف أن الحضارة الإسلامية عالمية إنسانية كانت شمسًا مشرقة، ساهمت بشكل كبير في رفع التقدم والرقي والازدهار، المرتكزة على بناء الحقول المعرفية، والحقائب الفكرية، وخلق الوعي الراقي، وقيم الحرية المنضبطة كما نقلت مفاهيم الحضارة من منطقة العاطفة إلى منطقة العقل، ويؤمن منسوبو الجمعية العربية أن في السيرة والتاريخ شواهد متنوعة ومتعددة مجسدة في تعامل وسلوك نبي الأمة الداعي للحوار مع الآخر، يقوم على التفاعل المتسامح المتصالح أخذًا وعطاءً بين الطرفين في ارتقاء راقٍ مشترك وسيادة كاملة واستقلالية خالصة، دون أن ينزع طرف إلى إسقاط وتهميش حق الطرف الآخر في الوجود اعتسافًا وتفردًا وتطرفًا موقنين بأن الحضارة ثورة تدريجية في الإنسان لا يمكن أن توجد في الاستهلاك والمظهر والكماليات، وليست شكلًا أو لونًا خاصًا، إنها جوهر وحقيقة متسامية، توجد في الرؤية والفكر، ودرجة التهذيب، وعمق الإحساس، والعلاقات الإنسانية، والأخلاقية، ونظام القيم، وجذور الهوية والمواطنة وقوة، وغنى الثقافة والفن والدين.
ويسهم أعضاء الجمعية بإبراز إشراق الجوانب الحضارية الإسلامية، التي ساهمت في إثراء الحضارة الإنسانية وأن أكسيرها تراث إنساني مشترك، كما اشتهرت بصفة غالبة ببناء جسور حوار مع الحضارات الأخرى، ونشر أيقونة ثقافة الحوار، والتحلي بجذور التسامح والتكاتف وأسس التعايش، وغرس قيم الفضيلة والهوية والمواطنة لمواصلة دورها الحضاري لصناعة حاضر مشرق ورسم مستقبل زاهر؛ لذلك تنشد هذه القمم الفكرية، في لقاءاتها السنوية استثمار ما يتمتع به العالم العربي من تراث حضاري وامكانات ضخمة ومواقع استراتيجية وتنوع اقتصادي قوي وكثافة بشرية؛ ليخرج من الهامش المهمش، ويكون في المتن المتين الحضاري ليصنع الوعي الراقي والفكري والثقافي المشرق في الحضارة الإسلامية.
فاصلة
إننا مالم نؤسس ماضيًا مشرقًا تأسيسًا عقلانيًا؛ فلن نستطيع أن نؤسس حاضرًا ثريًا ولا مستقبلًا بصورة معقولة.