عندما يُقال: وأنا لويتك في بلاد زهران وبعض نواحي غامد، فإن مفردة “اللوية” بتشديد الياء تعني الصدقة والفداء، وليست كما تداوله الكثير في مقطع بثه أحدهم؛ فقال: إنها عند قبيلة زهران تعني الخاتم! وقد جانب الصواب عما هو موروث بالمشافهة، وعما ورد في معاجم اللغة والمراجع الأخرى.
” اللوية” وجدتها في مذكراتي القديمة، وقد وردت تلك المفردة الفصيحة لدى الزبيدي في تاج العروس ج ٢٠ صفحة ١٦٧.
وفي اللسان لابن منظور ج١٥ صفحة ٢٦٥، وفي المحيط لابن عياد ج١٠ صفحة ٣٦٨، وشمس العلوم لنشوان الحميري ج ١٢ صفحة ٧٩٦، ووردت بوضوح في طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ج١٠ صفحة ٣٦٨، وقد وجدت أن أجمل وأوضح من تناولها بما يطابق معناها في زهران وغامد هو ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء؛ حيث ذكر أنه عند توزيع اللحم ما كانت امرأة من بني حنظلة إلا ترفع للشاعر جرير “اللوية” بعظمها لتطرفه بها !! أي أنها تعطيه بالعظم كاملًا لتطرف عينه كي لا ينتقدهن مثل قوله في غيرهم.
وهن كماء يشفى به الصدى … وكانت ملاحًا غيرهن المشارب.
واللوية هي اللحم الذي يقدم للضيف أو يدخر أو يقدم صدقة أو فدية.
فحين نقول (وأنا لوية) بمعني صدقة أو كقول “وأنا صدقة” أو فدوة أو فداء هي من مشتقات اللوية.
قال ابن سيده
والآكلين اللوايا دون ضيفهم … والقدر مخبوءة منها أثافيها !!
وفي بعض المراجع الأخرى يقال فلان لوى لوية، وفلان أكل من اللوية أي المخبوء من اللحم أو التمر، وفلان لا يأكل اللوية وهي الصدقة.
….
0