المقالات

من يقف خلف تجنيد وإدارة شخصيات التنجيم؟

تنشط ردرد الفعل للرأي العام الدولي وتتفاعل بين الفينة والأخرى، ولا سيما الدول العربية مع وقوع بعض الحوادث أو الأحداث الجيولوجية أو السياسية أو الاقتصادية..إلخ التي سبق التنبؤ بوقوعها من قبل بعض العرّافين أو المنجمين الذين يتذاكون بقدراتهم العلمية والفكرية وثقافتهم الحسية وتوظيفها في استنباط وقوع بعض الحوادث، وبما يمتلكونه من معلومات ومؤشرات وحقائق تجعل منها مصنعًا هامًا لصناعة مواد وبرامج التوقعات حسب أهمية الأوضاع ومعلوماتها المتوفرة في ظل وجود نسبة من أسباب الجهل والفراغ الفكري والثقافي لبعض المجتمعات التي تنساق خلف قيادة بعضها البعض في التصديق والإيمان بوقوع تلك التنبؤات.

حيث تُدار عمليات تلك التنبؤات من خلال تكتيك الديناميكية النفسية للمجتمعات؛ بحيث إذا نجحت حقيقة وقوع أي حدث فإنه يتم مباشرة الترويج لتنبؤات حدث قادم استراتيجي تم إحكام مخططه مسبقًا لدعم الإيمان بحقيقة وقوعه قبل أن يحدث بناء على نجاح حقيقة التنبؤ الذي حدث من أجل تنفيذ استراتيجية مخططات وأهداف مرصودة مسبقًا؛ فعلى سبيل المثال عند إعداد مخطط تنبؤ عن حدوث كوارث جيولوجية وبعد حدوث ذلك التنبؤ؛ فإنه يتم الترويج لتنبؤ سياسي قادم لم يحدث وعلى أنه سيحدث مثلًا عن خلافات سياسية أو تغيير أو انقلاب في إحدى الدول من خلال استغلال بعض المعطيات على أرض الحقيقة؛ بهدف خدمة أغراض الأهداف الاستراتيجية المحددة مسبقًا في التنبؤ كالحرب النفسية وزعزعة الثقة وإثارة الفوضى وغيرها من الأهداف المرصودة التي تضعف كيان الدولة المستهدفة؛ لتخدم باقي الأجندة الاستراتيجية الأخرى التي قد تنجح في تحقيق حقيقة التنبؤ إذا لم يكن هناك إجراءات وقائية مضادة، ومنها وعي المجتمع والتفافه حول نفسه وحول قيادته.

وهذا ما يحدث الآن حيث تم إعادة نشر الاستشهاد بتنبؤات وقوع الزلزال في سوريا وتركيا من قبل بعض العرّافين واستغلال ذلك لدعم إعادة نشر بعض التنبؤات السياسية لبعض الدول.

ونحن كشعب سعودي لسنا بمعزل عن استهداف أجهزة بعض الكيانات الدولية التي تقف خلف تجنيد وإدارة بعض المنجمين؛ بهدف زعزعة وتفكيك قوى الشعب السعودي (جبل طويق) الذي يقف بإيمانه وعقيدته بالله -عز وجل- ثم بحبه وولائه لقيادته ودولته شامخًا عزيزًا بقوة وصلابة أمام تلك المحاولات البائسة التي لم تجدِ ولن تجدي في ظل ترسانة مسلحة من الوعي والأمن الفكري والثقافي عن ما يُحاك من نوايا خبيثة مدسوسة في برامج عالم التنبؤات والتنجيم، وفي ظل التفاف الشعب حول نفسه وحول قيادته حبًا وطاعة وولاء ولله الحمد والمنة.

ورغم ما يتمتع به الشعب السعودي من مقومات الحصانة ضد تلك المخططات سواء في عالم التنبؤات والتنجيم أو في غيرها من المخططات الخبيثة إلا أنه يجب علينا كمجتمع أن نقف ضد تلك المخططات من خلال الآتي:-

1. عدم التصديق بتلك التنبؤات حتى وإن وقع بعضها اتباع لهدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وما ورد عنه من محاذير شرعية
كما قال (من اقتبس شعبة من النجوم؛ فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد).
2. التكاتف والتعاون في إيقاف تداول ونشر تلك المواد الإعلامية عن التنجيم، ولا سيما التي تستهدف الوطن وقيادته.
3. تكثيف برامج التوعية والتثقيف التي تكشف خبايا وخفايا ما يُدس ويحاك في برامج التنجيم التي تستهدف الوطن وقيادته وشعبه.
4. تعزيز قوى الأمن الفكري والنفسي باستمرار بالبرامج الإعلامية الوقائية والمضادة التي تكشف زيف أي مخططات خبيثة.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم وعاش جبل طويق شامخًا عزيزًا في ظل عز قيادته الحكيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى