بدايةً أقدم إعجابي بما فعلته (صحيفة مكة الإليكترونية)، عندما قدمت للمكتبة السعودية والعربية، عملًا استثنائيًا تفردت به، كتابًا بعنوان (يوم بدينا) يؤصل للمناسبة ويعرف بها، من خلال أقلام وفكر كتّابها، كحدث مختلف له معان كثيرة .. فتحية للصحيفة وأركانها، وفي مقدمتهم رئيس تحريرها أ. عبدالله الزهراني.
ثم أما بعد:
فمن الشكر أجزله ومن الثناء أجمله، للقيادة الرشيدة، التي أقرت هذه المناسبة الغالية على قلوبنا نحن السعوديين، قرار غاية في الحكمة وقمة في الفطنة، وله في الواقع أبعاده على المستوى المحلي والعالمي تاريخيًا وثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وقد كنا بالفعل بحاجة إلى هذا القرار، كنا بحاجة لأن نقول للعالم بالوثائق والوقائع، أن عمر بلادنا يزيد على ثلاثة قرون، تاريخ ضارب بجذوره في عُمق التاريخ.
وتعالوا نتغنى بهذا المجد … ونقول:
صباح الخير يا وطن ..
صباح المجد يا بلد ..
(صباح يوم التأسيس)
هتاف القلب للقلب، ونشيد الروح للأرواح
ترنيمة نتغنى بها .. ننشدها .. ونتلوها في محراب بيتنا الكبير – وطننا الأغر.
..
اليوم .. نحن السعوديين – أمام لوحة باذخة الجمال، لوحة بحجم وطن مهيب ممتد من المااااااء إلى الماء، لوحة مطرزة بالذهب الإبريز، وفي منتصفها سطر خالد من جملتين:
“يوم التأسيس” …. “يوم بدينا”
لوحة تُوثق حِقبًا زمنية تتواصل، وقرونًا تتمدد في تضاعيف زمن منسدل كالجواهر، حمله الأولون ونتوارث حمله فوق أكفنا – كابرًا عن كابر ….
حِقبٌ مهيبة لعمر دولة راسخة البنيان، عمرها أكثر من ثلاثة قرون.
“يوم بدينا”…..
قصة .. بدأت بسطر ناصع البياض، فاستحالت ملحمة من ضياء قادم من عمق الصحراء، ليتطاول في عنفوان حتى عنان السماء.
وحقّ لنا يا وطن أن نتغنى بك ولك .. أن ننشد الأشعار .. وندبج فيك ولك المقال …. وإن لم – فلمن ؟ …
لقد تأسست الدولة السعودية الأولى منتصف عام 1139هـ – فبراير/شباط عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود بالدرعية (20 كم عن مركز الرياض).. وبلغت حدودها معظم الجزيرة العربية، بل وبلغت أطراف العراق والأردن.
وهكذا كان يوم 22 فبراير .. هو يوم التأسيس.
اليوم … الذي سد فراغًا كبيرًا في جزيرة العرب، بعد أفول الدولتين الأموية والعباسية؛ حيث لم يتشكل بعدهما في ذلك الفضاء الرحب من الأرض، أي مكون تنظيمي بمحددات واسم “دولة” نظامية.
ثم تكر سبحة التاريخ لتولد من رحم الزمن، الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله..
ثم توالت حلقات المجد .. وتواصل انهمار شلال العطاء المبارك مجددًا، بقيام الدولة السعودية الثالثة، بقيادة موحدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ثم كان الملك الحصيف الحازم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الملهم الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – قيادة رشيدة حكيمة واعية، عرفت كيف تصنع التاريخ، وكيف تُوثق الأمجاد، وتعيد قراءة الزمن بلغة العصر، فكان القرار التاريخي المهم من الملك سلمان بإقرار يوم التأسيس بموجب أمر ملكي.
قيادة فطنت وما أعظم فطنتها، أن جعلت لنا وللوطن الشامخ يومًا للتاريخ، يومًا إذا افتخر الآخرون بأيامهم الكبيرة، قلنا لهم إن لنا نحن – أيضًا – يومنا الكبييييير والأثير، يومنا الباذخ والفريد
اليوم الذي لا يشبه عراقته يوم.
نحن السعوديين .. يمكننا أن نقول بكل ثقة وفخر
إننا حقا .. لا يشـبهنا أحد
إننا صدقًا .. لا ينافسنا إلا أنفسنا
نحن أسسنا .. وحافظنا .. واستمرينا .. وســنبقى …..
وكانت كلمة السر في القديم والحديث: إننا قلب واحد، وهدف واحد .. إننا شعب واحد وقيادة واحدة.
……
العظماء .. ليس من يصنعهم التاريخ
العظماء .. من يصنعون التاريخ