المقالات

الأبعاد الثقافية والوطنية ليوم التأسيس

تمتاز المجتمعات المتقدمة بخاصية التفكير وبعد النظر، ومن رحم العصف الذهني انبرى عرّاب الرؤية وصانع المستقبل سمو الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله بهممه الواعية وبخطاه المتوثبة ليتشكل معه يوم لا يقل عن أهميته يوم الوطن ، بل يوازيه في العطاء فما يلهمنا بالأصالة والقيم والفخر والاعتزاز ويعزز من قوّتنا ومكانتنا بين الأمم جدير أن نستحضره كل عام ونعيش واقعه في كل أيامنا من خلال انساق متعددة ومختلفة من البرامج والاحتفالات والفعاليات والفنون والأزياء والممارسات الفعلية لتلك الحقبة التي أشرقت في جبين الزمن ، ومع يوم التأسيس يتأكد حضورنا بشكل فاعل في ساحة العطاء لنلهم هذا العالم ، هذا الشعار الكبير (يوم بدينا) لم تكن فكرتة اعتباطية أو هامشية ، بل كانت فكرة مدروسة بهوامش واسعة لتتسع كل الأبعاد الثقافية والوطنية والاقتصادية ، اليوم القيادة الرشيدة تمضي لتؤسس لمرحلة جديدة من تاريخنا الذي امتد لثلاثة قرون لتصنع منه البعد الثقافي والوطني ، وضمن ومضات التاريخ وبياضه الناصع يرفرف علم ذكرى التأسيس من جديد ليكون يوم الثاني والعشرون من فبراير من كل عام ليكون يوما خالدا يستحق أن نحتفل به تحت شعار يوم بدينا ، حتى نعيش الماضي بكل أبعاده ونستلهم مراحل الكفاح والإصرار على التغيير لنتحد بكل وئام ، ذلك اليوم الذي حمل معه العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي أثّرت بتحولات كبيرة على العالم الإسلامي ، من هنا كان من الضرورة أن نستحضر التاريخ وجغرافيا ونستدعى مراحل الزمان ليس لان ذلك يلهمنا العزة والكرامة والوحدة فحسب بل لان المتوليات الثقافية متجذرة في أديم المكان وممتدة مع عمر الزمان ولأنها تلهمنا روح الأصالة والحضارة، فالحضارة هي عطاء الإنسان وثمرة جهده ، وحين بداء الأسلاف تشكلت حضارة جديدة كان لابد أن تستدعى مشاهدها ويسترعى السمع لصوت جيادها ونرقب كل ساحاتها ، لتكون اليوم من الشواهد الحية على جهد الإنسان السعودي وعطاءته حينما ارتفع مشعل النور من جنبات بيوتات الطين بحي الطريف تبدد الظلام وتجلت الصور الحقيقية ، من هنا من إشراقات الدرعية كان ذلكٍ نابعاً من مفاهيم متواليات التغيير والبحث عن مكان الإنسان ودورة الحقيقية نحو هذا العالم، وعلى ذات الدرب سوف تسير الأجيال القادمة ليتموضع التاريخ في عمق الجغرافيا وتترسخ الهوية الوطنية والقيم النبيلة التي استمدت كل عطاءات الماضي يوم بدينا لنكون حتماً وجهة للعالم في الفيته الثالثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى