المقالات

القول النفيس بمناسبة يوم التأسيس

د ناصر بن علي الغامدي

الحمد لله الذي وحَّد الكيان، وأضاء لهذه البلاد نورًا مضيئًا يمتدًّ عبر الأزمان، والصلاة والسلام على سيَّد ولد عدنان، وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن ذكرى يوم التأسيس ليست كأي ذكرى لأي وطن؛ لأن له خصوصية مكان فيه بيت الله الحرام ومسجد رسوله ومدفن خاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- بل ولإنسان هذا البلد الذي خصه الله بمزية أن يكون من أبناء هذه البلاد؛ ليشرف بخصوصية المكان الذي نشأ فوق ترابه وتنفس هواءه وورث مجدًا تليدًا يفخر به مواطن هذا البلد، وخص الله لقيادته ملوكًا مؤسسين آتاهم الله الملك لحكمته؛ فسخرهم من آتاهم الملك – سبحانه- لخدمة دينه وإقامة شريعته، ففي هذه البلاد التي تحمل إرثًا تاريخيًا خاصًّا، وما تحمله من ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى التي هي نواة لما ننعم به اليوم من أمن واستقرار ووحدة، فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وهي تهتم بالعلم ونشر الفضيلة فما أن جمع الله شتات قبائل الجزيرة العربية تحت راية الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ليمتد نور العلم من تلك الحقبة الزمنية، وحتى يومنا هذا لهو دليل على النعمة العُظمى التي ينعم بها إنسان هذه البلاد سواءً مواطنًا أم مقيمًا سخر الله له العيش بين أهلها ليحظى معهم برغد العيش والأمن والأمان؛ فلله الحمد والشكرعلى ما أنعم به علينا فبالشكر تدوم النعم.
فيجب على دور العلمِ من: جامعات، ومدارس، وأندية ومراكز ثقافة، ربط جيلنا المعاصر بتاريخ دولتنا المجيد، وضرورة تعريفه بجهود ملوك وحكام هذه البلاد منذ التأسيس، وكيف تحملوا عناء الجهاد وقدم كثيرٌ منهم أرواحهم فداءً لمبادئهم لتنشأ هذه الدولة السعودية المباركة، ونؤكد جميعًا على أهمية ما ذكره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بمناسبة يوم التأسيس حين قال في تغريدته-حفظه الله-: (نستذكر في المملكة العربية السعودية- بكل اعتزاز- ذكرى يوم التأسيس، الذي يعبر عن نحو ثلاثة قرون من قيام كيان هذه الدولة المباركة عام 1139هـ 1727م عاصرنا خلالها مختلف التحديات وتجاوزنا فيها جميع الأزمات، وكان التلاحم والاستقرار هو الأساس الذي يجسد عراقة هذا الوطن أرضًا وإنسانًا)
لذا نلحظ حرص حكام هذه البلاد على تحقيق الوحدة والتلاحم التي استلهمها الملك سلمان -حفظه الله- من تاريخ أجداده الذين خاضوا معارك وحربًا ضروسًا ليحققوا هذا المبدأ الذي يتجدد ترسيخه كل حين؛ لأنه سبب دوام الاستقرار ورغد العيش، وكما هو الجيل بحاجة لمعرفة تاريخ هذه الدولة الممتد لثلاثة قرون، وإيضاح ما مر ببلادنا وقادتها من تحديات كبيرة؛ لننعم بالتلاحم والاستقرار الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- وها نحن بفضل الله في دولتنا السعودية الثالثة التي أعاد توحيد كيانها رجل المرحلة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- ليسير على خطاه الداعمة للعلم والعلماء وتطوير التعليم في كل مجالاته أبناؤه البررة، رحم الله من مات منهم، وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، فسبحان من يؤتي الملك من يشاء الذين مكن الله لهم في الأرض (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) (الحج:٤١)
حفظ الله بلادنا وقيادتنا، وأدام تلاحم أبناء هذه البلاد، وأدام استقرارهم ورغد عيشهم، وما أجمل أن نتذكر حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (من أصبح منكم معافى في جسده آمنًا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي، وتمثلت هذه المعاني بهذه الرباعية إهداء للقيادة والوطن ولصحيفة مكة الغراء، والتي أقول فيها:
أيا موطن الأمجادِ يا شامخ الذرا عسـى الله أن يعلي لك الشَّـأنَ والقـدرا
ثراك الذي يحوي المكانة قد غدا
من الناس مثل القلب سلمان لك صدرا
فكم من صباحاتٍ نعايـشُ أمننا
وأجســـادُنا في صحةٍ تَـقْـطَـعُ القَــفْـرا
وأرزاقُــنا في كلَّ يـومٍ مـتاحـةٌ
فـحـيزت لنا الدنـيا وصرت لـنا فـخـرا

 – عميد كلية علوم وآداب بالجرشي ( سابقا)

             

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى