المقالات

الملك سلمان يُعيد للدرعية مجدها التاريخي وجانبًا من إنجازاته

الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، هذا الصرح العظيم واجهت عدوانًا بربريًا من قوات غازية هدفها طمس رسالة الحق والعدل، وإزالة الوحدة السياسية المتمثلة في الدولة السعودية الأولى التي أقامها آل سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، لقد فشلت محاولاتهم بالرغم من أنهم حولوا هذه المدينة إلى أطلال تحكي مدى الدمار والقتل الذي أصابها، هذه الأطلال كانت ومازالت مشعل نور وهداية للعالمين العربي والإسلامي تنتظر من يُعيد لها مجدها الماضي.
​ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكًا للمملكة العربية السعودية، سارع إلى إعادة المجد التاريخي والحضاري والثقافي لمدينة الدرعية؛ لأنه كان يؤلمه كثيرًا لسنوات أن يرى هذا الكيان المجيد أثرًا بعد عين وأطلالًا شامخة دول حياة فسارع – حفظه الله – بالعمل على إبراز دور الدرعية المجيد من جديد بعد أن كادت تنسى مع تعاقب السنوات والأجيال؛ فشمر عن ساعديه بعزم وتوفيق من الله ووضع اللبنة الأولى في إعادة بناء هذه المدينة العريقة بالأمجاد من جديد، فأمر بوضع المخططات التطويرية والتنموية تحت إشرافه وولي عهده الأمين الأمير/ محمد بن سلمان، وأوكل عمليات التخطيط والتنفيذ لأشهر الشركات المحلية والعالمية؛ فرأت مدينة الدرعية أولى خطوات النور تشع من جنباتها ببهجة وسرور ترتسم على كل حائط من حوائطها، ودورها تستقبل بها زوارها من الداخل والخارج بابتسامة وترحيب من خلال إظهار معالمها التاريخية وإرثها المجيد الذي اشتهرت به لقرون منذ عام 1139هـ ولتحكي من خلالها لزوارها تاريخها السعودي المجيد.
إن المستقبل المجيد الذي تم رسمه بتوجيه من القيادة الحكيمة لهذه المدينة الممتد تاريخها لثلاثة قرون يشمل العديد من المشاريع التنموية من متاحف ومكتبات وأسواق عالمية وقاعات محاضرات وميادين لمختلف الفعاليات والمناسبات، والتي أقيمت داخلها ومن حولها تم إنشاء بعضها والبعض الآخر في طريقه للتنفيذ بطريقة تعمل على المحافظة بدرجة كبيرة على القيمة التراثية والحضارية المتمثل في مبانيها القديمة، ومساجدها وطرقاتها وأسوارها مع الحفاظ على طابعها البنائي التراثي المميز، وتوظيف التقنيات الحديثة للإضاءة ثلاثية الأبعاد والصوت بشكل يظهر مدينة الدرعية بشكل جذاب تحقق مدى أهميتها في قلب الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ لأنها تُمثل معلمًا تاريخيًا يعبر عن المسيرة السياسية والانتشار الحضاري والثقافي الذي كانت تمثله كعاصمة لدولة آل سعود الأولى، والسمعة الكريمة التي امتدت إلى جميع أنحاء العالم.
وتعاقب عليها الأئمة من آل سعود منذ عهد الإمام محمد بن سعود، واستمر الأئمة من آل سعود في الدولة السعودية الأولى ثم الدولة السعودية الثانية خلف بعد سلف.
وجاء الملك عبد العزيز -رحمه الله- فأقام المملكة العربية السعودية هذه الدولة بكل ما وهبها الله من نعم كثيرة أهمها خدمة الحرمين الشريفين والأمة الإسلامية، وأصبحت المملكة في عهده دولة حضارية قوية متطورة في جميع جوانب الحياة، وجاء من بعده أبناؤه البررة، والذين ساروا على نهج أبيه بكل قوة وإخلاص، واستمرت معهم مسيرة التنمية والتطور في مختلف المجالات، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية -حفظه الله- واصل مسيرة التطوير والتنمية لهذه الدولة العظيمة، وكان اهتمامه كبيرًا بإبراز دور مدينة الدرعية في العصر الحديث كمدينة لها دورها التاريخي المجيد في عصر الدولة السعودية الأولى، وأمر بتخليد ذكرى تأسيس الدولة السعودية بمختلف مراحلها التاريخية، والتي بدأت من عام 1139هـ / 1727م يومًا تاريخيًا يُمثل العُمق التاريخي والحضاري للدولة السعودية، وجعل لها شعار (يوم بدأنا)، وكان ذلك أحد إنجازات الملك سلمان -حفظه الله- والتي شملت الكثير من مجالات الحياة نذكر منها بعضً من إنجازاته منذ توليه الحكم أطال الله في عمره، وحقق على يده الكثير من الإنجازات التنموية والسياسية والاقتصادية وغيرها؛ وفيما يلي نذكر بعضًا من إنجازاته.
بعض إنجازات الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله-:
1-​دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة باسم “وزارة التعليم” مما سهل على منسوبيها وطلابها من البنين والبنات سرعة اتخاذ القرارات، وسرعة التنقل بين إدارتها ومؤسساتها التعليمية، وتوحيد المسيرة التعليمية في وزارة واحدة.
2-​دمج وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية في وزارة واحدة باسم “وزارة العمل والتنمية الاجتماعية” مما سهَّل عملية التخطيط والتنمية خدمة للوطن والمواطن.
3-​دمج عدد من الهيئات والمجالس مثل: المجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للإعلام، والمجلس الأعلى للأمن الوطني وغيرها، وجعلها في مجلس واحد لتوحيد المسؤوليات والقرارات.
4-​قاد عملية عسكرية كبيرة شارك فيها التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية لصد الفئة الحوثية الضالة المدعومة من إيران، وذلك لنصرة الحكومة اليمنية التي طلبت منه المساعدة والتدخل عُرفت بعاصفة الحزم، ثم تلتها عملية إعادة الأمل بإغاثة الشعب اليمني الشقيق في مختلف مجالات الاغاثة.
5-​عمل على تعزيز التعاون العربي الإسلامي، وتأسيس منظومة عسكرية باسم “التحالف العسكري العربي والإسلامي” ضمت (51) دولة ومقره الرياض، لتبادل المعلومات العسكرية لتعزيز القدرات العسكرية واللوجيستية والاستخباراتية في جميع المجالات والوقوف صفًا واحدًا أمام تحركات القوى المعادية لها.
6-​أسس عددًا كبيرًا من المشاريع الاقتصادية والسياحية والترفيهية، نذكر منها المشروع السياحي والصناعي الكبير، وهو مشروع (نيوم) في شمال المملكة العربية السعودية المطل على البحر الأحمر، بإيجاد منظومة سياحية عصرية متكاملة وحديثة.
7-​تأسيس مشروع القدية السياحي الترفيهي القريب من مدينة الرياض؛ لتوفير متنفس سياحي وترفيهي حديث لسكان الرياض وما حولها، ولازال العمل قائمًا فيه.
8-​تأسيس المجلس الأعلى لأرامكو السعودية لتعزيز مكانة هذه الشركة البترولية الأولى عالميًا، وتوسيع مشاركتها عالميًا بتأسيس عدد من المصافي البترولية في الدولة الصناعية لنمو صادراتها البترولية، وتوسيع وتطوير وتنويع البيئة الصناعية والإنتاجية في مجال الطاقة بكل أنواعها داخل المملكة.
9-​تعزيز مكانة سابك في مجال الصناعات البتروكيماوية، وتوسيع مجالات صادراتها البتروكيمياوية عالميًا بالمشاركة مع شركة أرامكو السعودية العالمية؛ لسد الاحتياجات العالمية في مجال البتروكيمياويات.
10-​بموافقة ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -وفقه الله- أصدر الأمير محمد بن سلمان رؤية (2020 – 2030)، وهذه الرؤيا سوف تحقق بتوفيق من الله طموحات الملك وسمو ولي عهده في جعل المملكة العربية السعودية خاصة، والشروق الأوسط عامة قوة في المجالات العسكرية والتصنيعية والاقتصادية والعلمية والتنموية وغيرها.
11-​عمل على محاربة الفساد والإرهاب وتهريب المخدرات بكل أنواعه ومظاهره.
12-​فتح باب العمرة طوال العام؛ لتمكين أكبر عدد من المسلمين لزيارة الحرمين الشريفين، وكسب الأجر والثواب من الله تعالى.
13-​تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على البترول كمصدر أساسي للدخل.
14-​أشرف وافتتح مشروع حي البجيري في الدرعية ضمن خطة مدرسون لتطوير مدينة الدرعية التاريخية في الرياض، وجعلها معلمًا تاريخيًا وسياحيًا وعالميًا.
15-​تأسيس مركز عالمي خاص بالأعمال الإغاثية والإنسانية؛ بهدف تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية من المملكة إلى دول العالم، وتمكين المركز بكل طاقته لإغاثة الشعب اليمني الذي يُعاني من ويلات الحرب، وتخصيص المليارات من الريالات سنويًا لإغاثة الشعوب المتضررة بكل ما تحتاجه من مساعدات عينية ومالية.
16-​افتتاح لعدد من المشاريع التنموية المتنوعة في عدد من المدن والقرى في مختلف مناطق المملكة؛ خدمة للمواطن في توفير احتياجاته في جميع المجالات.
17-​الاهتمام بالطاقة البديلة والمتجددة بمختلف مصادرها، والعمل على إقامة مصانع لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية؛ للتقليل من الاعتماد على الكهرباء كمصدر أساسي للطاقة.
18-​تكليف وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالبحث عن مصادر جديدة للطاقة، وقد تم الاكتشاف لعدد من المناجم وحقول بترولية جديدة أسهمت في تعزيز اقتصاد المملكة وتنويع مصادره.
19-​العمل على خفض نسبة العاطلين عن العمل من الجنسين، وتكليف الجهات المعنية بإيجاد حلول مستدامة للقضاء على البطالة، وتوطين الوظائف؛ بالإضافة إلى فتح مجالات جديدة للعمل للجنسين في القطاعين الحكومي والخاص.
20-​العمل على تطوير توطين التقنيات الحديثة، واستخدام القنوات الإلكترونية لإنهاء المعاملات والإجراءات لجميع فئات المجتمع مثل: أبشر وسكني وصحتي وإيجار وناجز وغيرها من التطبيقات، وغيرها لتوفير الوقت والجهد وتسريع إنجاز المعاملات والمصالح الخاصة والعامة للمواطنين والمقيمين.
21-​تشجيع المسؤولية الاجتماعية في مجال الأعمال التطوعية، وقد أدى ذلك إلى زيادة أعداد المتطوعين في الأعمال الخيرية والإسعافية، وخدمة المجتمع عامًا بعد آخر.
22-​وضع خطط جديدة لتوفير السكن المناسب للمواطنين عن طريق برنامج سكني تحت إشراف وزارة الإسكان، وذلك بتوفير أرض وقرض، أو مسكن جاهز مناسب في أي مدينة أو قرية من المملكة بدون فوائد.
23-​تنظيم سوق العمل وتطويره بما يضمن أن يكون الوافد للعمل يحمل أوراقًا ثبوتية سليمة نظامًا ومدربًا على نفس مسمى المهنة التي قدم للعمل من أجلها.
24-​إصدار نظام جديد للجامعات السعودية، وتم العمل به من بداية عام 2020م/ منتصف عام 1441هـ.
25-​زار عدد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية ووجد من قادتها وشعوبها كل ترحيب، وعقد خلال هذه الزيارات عددًا من الاتفاقيات الصناعية والعسكرية والتقنية لتعزيز مسيرة التنمية في المملكة في ضوء رؤيا 2030.
26-​حصل على عدد من القلائد والأوسمة من رؤساء الدول التي زارها تقديرًا لجهوده الإنسانية والعلمية والسياسية والاجتماعية.
27-​توجت أعماله الجليلة في دعم الدولة البوسنية باستحقاقه لجائزة الملك فيصل العالمية في القضايا الإسلامية لعام 1421هـ/2001م، وقد تم إقامة الدولة البوسنية.
28-​كان وما يزال يضع القضية الفلسطينية والقدس الشريف القضية الأولى في اهتماماته السياسية والإسلامية حتى تحريرها، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
29-​حصل على عدد من شهادات الدكتوراة الفخرية خلال زياراته لعدد من الدول تقديرًا لجهوده في القضايا الإنسانية والاجتماعية والإسلامية والتعليم والسلام، وهي:
1-​شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة أم القرى.
2-​شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الإسلامية.
3-​شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة بكين بالصين الشعبية.
4-​شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.
5-​شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة موسكو بروسيا.
6-​شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة ماليزيا.
-​وخلال زياراته لعدد من الدول أشرف على توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون بين البلدان التي زارها، ومنها: التعاون العسكري ونقل وتوطين التقنية الحديثة والاقتصاد، وتعزيز مجالات البحث العلمي.
-​تحويل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة باسم/ وزارة السياحة.
-​تحويل الهيئة العامة للرياضة إلى/ وزارة الرياضة.
-​استحداث وزارة جديدة باسم/ وزارة الاستثمار.
-​دمج وزارة الخدمة المدنية مع وزارة العمل، وتعديل مسماها إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
-​تحويل مسمى مؤسسة النقد السعودي إلى اسم البنك المركزي.
حفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، ووفقهما لكل خير وتقدم لهذه البلاد في جميع المجالات وبالله التوفيق.

كتبه الأستاذ الدكتور
عبد اللطيف بن عبد الله دهيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button