المقالات

معرض الكتاب في الشرقية.. طال الانتظار وحطت الرحال

انطلق يوم في الثاني من مارس لعام 2023 في مركز معارض الظهران للمؤتمرات والفعاليات معرض الكتاب الأول في المنطقة الشرقية الذي طال انتظاره قبل أن يحط الرحال أخيرًا على الساحل الشرقي لتتلاقى فيه كوكبة من الكتاب والمبدعين، وتقدم الورش والحوارات الثقافية في هذه المنطقة الهامة جدًا من وطننا الغالي. وبحسب ما هو معلن، فإن هذه التظاهرة العلمية والثقافية ستستمر عشرة أيام.
اتخذ المعرض شعار «معرض – ثقافة – حضارة – فن»، وبشراكة ثقافية مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ضمن «مهرجان الكتّاب والقرّاء» الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة. ومن حسن الحظ أن تشارك إثراء وهي مركز الملك عبد العزيز الثقافي المركز الحضاري بمكتبته ومتاحفه وإمكاناته وما لديه من استراتيجيات، وأن تسهم في دعم هذه التظاهرة المهمة. يقع المعرض في قلب مدينة الخبر النابض بالجمال والهدوء وتحديداً في منطقة الراكة على مساحة تمتد إلى قرابة 39 ألف متر مربع، ليُوفر ذلك للقُراء مئات الآلاف من عناوين الكتب. وهي فرصة رائعة للغاية أن تلتقي تحت سقف واحد خمسمائة دار نشر من المملكة العربية السعودية والخليج العربي والدول العربية مصر والسودان والأردن وسوريا وتونس بـ 120 فعالية ثقافية و500 دار نشر محلي وعربي ودولي في أكثر من 350 جناحًا.
سيكون لهذا المعرض والاحتفالية الثقافية بالكتاب دوره في تعزيز الارتقاء بالفكر والمعرفة وتحقيق الرؤية الوطنية 2030. وحتمًا سيجد القراء المتخصصون والمهتمون بين أروقته كل ما يبحثون عنه من كتب حديثة أو كلاسيكية في مواضيع التربية والتعليم وقضايا المجتمع و الفكر والأدب والفن، وسيبحرون عبر التاريخ والتراث الإسلامي. ولأن القراءة عادة لا بد أن تتشكل من سن صغيرة فهي أيضًا فرصة أن يكون معرض الكتاب مكانًا لقضاء الأسرة مع أبنائها وقتًا نافعًا بين أروقة الكتب، ولاسيما أنه قد أفرد ما يفوق من ثلث مساحة المعرض لكتب الأطفال والكتب التربوية؛ كما قام المنظمون بتوفير مساحات رائعة من حيث عددها وجمال تصميمها للقراءة والجلوس وأماكن أخرى لتناول القهوة داخل صالات المعرض وخارجه لينهل ما يشاء من غذاء لفكره، ومتعة لروحه.
وليس جديدًا القول إن هذا المعرض كانت تشد إليه الرحال من أبناء المنطقة والقراء والمهتمين إلى مناطق أخرى؛ لقد كانت إقامة مثل هذه التظاهرات الثقافية والعلمية حلمًا يراود أبناء هذه المنطقة، ويشغل حيزًا من تفكيرهم واهتمامهم؛ على أن هذا الحلم قد صار الآن حقيقة ماثلة بعد طول انتظار، تتدفق فيها مسارات العلم والمعرفة، وتتجه نحو الإحياء والتجديد للأدب والفكر، تهتم بالقديم والحديث من العلوم والمعارف، فتخلق بذلك حوارًا مفتوحا و تفتح نافذة على كل جديد وحديث في عالم الفكر والأدب والثقافة لتكون رافداً ونقطة التقاء للمبدعين، ومنصة للمفكرين والناقدين، يجودون بأوقاتهم للحوار والنقاش فيلتقون على مائدة الفكر للمتعة والفائدة والالتقاء بدور النشر والكتاب والمفكرين والنقاد.
ولأنه قد طال الانتظار وحطت الرحال أخيرا في الساحل الشرق بمعرض في منتهى الروعة ودقة التنظيم فإنني أهيب بالجامعات في المنطقة والمدراس تنظيم رحلات علمية للمعرض للاستفادة من هذا الحراك الثقافي الهام حيث يتزامن مع المعرض برنامج ثقافي ثري، يتضمن نحو 140 فعالية، يقدمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) باعتباره الشريك الثقافي للمعرض. كما تشارك بجناح مميز في قلب معرض الكتاب الأول في المنطقة الشرقية جامعتي العزيزة جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل بكل انتاجها العلمي الرصين والفكري المميز. واني لأدعو جميع المهتمين والباحثين والأكاديميين من أرجاء الوطن العظيم ودول الخليج المجاورة إلى الاستفادة المثلى من هذه التظاهرة بحضور الفعاليات المختلفة، والتي تتنوع ما بين الندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والأمسيات الشعرية.
إن الرؤية الوطنية الفاعلة 2030 دفعت بمعارض الكتاب لتجول أنحاء الوطن الغالي لأنها بلا شك تثري المعرفة الإنسانية. ونحن بدورنا نتطلع دائمًا إلى تحقيق طموح كبير في أن تستمر هذه المعارض الثقافية رافدًا ثقافيًا لنتمكن من تعزيز القراءة ثقافةً سائدةً، وتأصيلها من خلال الندوات الثقافية والحوارية التي تساعد أبناء هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية وقاطنيه وزواره من دول الجوار في ولوج آفاق المعرفة لتكون المنطقة منبرًا للمعرفة ومنطلقًا للثقافة والفكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى