المقالات

صفوا النية

للإعلام الاجتماعي (وسائط أو وسائل التواصل الاجتماعي) فوائد جمة، ومنها نشر ثقافة إيجابية في المجتمع، عندما يكون المحتوى مفيداً للعقل والنفس، وفي المقابل يكون لتلك الوسائل أضراراً سلوكية وأخلاقية جمة، على أفراد المجتمع، عندما يكون العكس.

لقد بات عالم التواصل الاجتماعي مظهراً ممقوتاً في حياتنا اليومية، عندما يصب علينا المقاطع العفنة، وصور العري، والأفكار الهدامة، والعبارات والإيحاءات الجنسية الخادشة للحياء، التي تتنافى مع الآداب العامة.

فعندما أشاهد دون قصد، ما ينشره المشاهير وغير المشاهير-يكرم المشاهير الذين يقدمون المحتوى الهادف بكل أشكاله الثقافية والترفيهية وغيرها-ولكن أقصد المروجين للمقاطع السخيفة والهابطة والساقطة والمبتذلة المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر بعدها كأنني ملأت رأسي بالقاذورات، وأندم لأني سمحت لهم بتلقيح عقلي بأفكارهم الملوثة، لأني أود أن أكون مثقفاً وليس تافهاً، يقول علماء النفس أن أساس السلوك يأتي من فكره.

ومن تلك القاذورات التي يبثها أو يفرضها علينا بعض ضعاف النفوس من مختلف الجنسيات، والديانات في العالم، ليل نهار عبر وسائط الإعلام الاجتماعي ومنها اليوتيوب، ما نستقبله على هواتفنا المتنقلة، وما يُنشر من الغاز توهم متلقي اللغز، والمشاهد أن حل اللغز تكون إجابته جنسية خادشة للحياء وهي غير ذلك، والعاقل يستحي أن يذكر مثل هذه الألغاز على أفراد أسرته، ناهيك عن ذكرها في الإعلام على الملأ، أما من لا يستحي يصنع ما يشاء.

ويترفع المقام في هذا المقال عن ضرب أمثلة من تلك الألغاز الساقطة، ومما يزيد الطين بلة عندما تقدم اللغز امرأة لرجل والعكس، ولفداحة ما يقدمون أو ينشرون أو حتى الذين يتداولون تلك المقاطع، يكتبون للمشاهدين على مقطع الفيديو أو على الصورة تلك العبارة الشهيرة (صفوا النية) وكأنهم بذلك يبرؤون المقطع، ويمحون منه قلة الأدب.

لعل عدم وجود رقيب إعلامي في بعض الدول، على اليوتيوب مثلاً، وعلى الوسائل التواصلية والإعلامية بصفة عامة، وكذلك الانفتاح الإعلامي السلبي يكون نقمة، ويسهم في تفشي مثل تلك المقاطع والصور الجنسية التي تتنافى مع الآداب العامة، وينشر الثقافة السلبية في المجتمع، ويلوث أفكار أفراده. وأما الانفتاح الإعلامي الهادف يكون نعمة، ويسهم في نشر الثقافة الإيجابية في المجتمع والترفيه عن أفراده.

ليختار كل فرد منا المحتوى الهادف أو المحتوى غير الهادف في تلك الوسائل التواصلية الذي يحب أن يتلقح به عقله، وينعكس على شخصيته وعلى سلوكه، فإما يكون إنساناً مثقفاً قوي الشخصية، أو إنساناً تافهاً ضعيف الشخصية (ما عنده سالفة) وكل إناء بما فيه ينضح.

مستشار اسري واجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى