الخبر المنشور في موقع هاشتاق السعودية، قلّب عليّ المواجع ، ومفاده أن مواطناً وضع لوحة على باب منزله كتب فيها ” نسمح بالوقوف داخل الكراج وأمام الأبواب وقت خروج المدارس ” ، وقد وثق أحدهم بالصور المنزل وباب الكراج المفتوح وأرفق مع الصور تعليقه المعبر هذا ” مواطن يأسر مرتادي مدرسة قرب بيته بالسماح لهم بالوقوف أمام وداخل منزله” .
بعد قراءة الخبر، تذكرت حادثة مشابهة وقعت لقريب لي، وملخصها أن قريبي كان يسكن بجوار مدرسة بنين، وهو بطبيعته عصبي، وكان دائم الخلاف والمشاهدة الكلامية مع منسوبي المدرسة الذين كانوا يوقفون سياراتهم في موقف سيارة قريبي أمام منزله ، طوال فترة الدوام، رغم التنبيه عليهم لدى إدارة المدرسة ولكن لا حياة لمن تنادي، ولعلهم لم يسمعوا اغنية خلي عندك شوي دم.
وفي أحد المرات، حصلت مشادة كلامية بين قريبي وبين مدرس أوقف سيارته في موقف سيارة قريبي، وعلى إثر تلك المشادة سقط القريب العزيز مغشياً عليه، وتم إسعافه على الفور إلى المستشفى، ومكث فيها اسبوعاً ثم توفى -رحمه الله- مخلفاً وراءه أرملة وأربعة من البنات.
أصبحت أمثال هذه المواقف أو المواقف الشبيهة ، ظاهرة في المجتمعات، ففي لحظة غضب بين سائقي المركبات، تنتهي الواقعة بين المتخاصمين، أحدهما بالقتل والآخر بتنفيذ حد القتل فيه.
ان الخلافات والجدال الحاد والملاسنة الكلامية، والشتائم بين الناس تسبب التوتر العصبي ، والتوتر يؤدي إلى الآتي:
١- اضطراب النوم.
٢- أكسدة الدم، ويعني التهاب الشرايين.
٣- ارتفاع السكر.
٤- ارتفاع الضغط.
٥- ارتفاع نسب جميع الهرمونات في الجسم.
٦- الوفاة.
والحل الآمن والسهل والتصرف الأمثل في مثل هذه المواقف ، حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه ، هو الاتصال على رقم المرور السعودي الخط الساخن المجاني والموحد هو (933) أو الاتصال بالمركز الوطني للعمليات الأمنية لتقديم بلاغ لوزارة الداخلية على الرقم الموحد (911) في مناطق الرياض و مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، وما عليك سوى تزويدهم برقم لوحة السيارة المخالفة، وهم مباشرة سوف يتصلون على هاتف مالك السيارة، المسجل في نظام أبشر، ويطليون منه نقل سيارته من موقع المخالفة، وتحرير له المخالفة المرورية إلكترونياً “ويا دار ما دخلك شر”.
ارفع القبعة تحيةً واحتراماً لصاحب المنزل الذي أسر قلبي، وليس فقط قلوب مرتادي المدرسة ، بلوحته المعلقة فهو سواءً كتب فيها عبارة ممنوع الوقوف – رغم أن ذلك من حقه قانونياً ، كونه أحق من غيره ومن جيرانه بالمواقف الواقعة أمام منزله – أو كتب عبارة مسموح الوقوف، فهو في كلتا الحالتين قد أوصل الرسالة، ولعله فعل ذلك لتفادي الوقوع في المشاكل .
كل التقدير والاحترام لحساب هاشتاق السعودية، ولبطل المقال (صاحب المنزل) وللموثق، الذين اوقدوا في ذهني قريحة كتابة هذا المقال وشكر خاص وتقدير واحترام لسعادة رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني ، الذي شرفني بأن أكون كاتباً في الصحيفة، والتشرف بلقاء القراء الأفاضل من خلال مقالي الأسبوعي، الذي أرجو أن ينال على استحسانهم، ولتحذير أفراد المجتمع من عواقب الغضب، كما جاء في هذا المقال، وشكراً لكم أنتم أعزائي القراء ولا عدمتكم، ودمتم سالمين.
قال هادي البشريّة ونبيّ الرحمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لرجل قال له أَوْصِنِي، قال عليه الصلاة والسلام: لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ لَا تَغْضَبْ. رواه البخاري.
قال ابن رجب: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر وأن التحرز منه جماع الخير.
وقال صلى الله عليه وسلم: ” ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضبِ”.
يوضح الحَديثِ: أنَّ مِن أعظمِ الأدلَّةِ على قوَّةِ الشَّخصيَّةِ: الحِلمَ، وضَبْطَ النَّفسِ عندَ الغضبِ.
مستشار أسري