مما يعُمق الروح الوطنية للشعوب هو تعميق الولاء الوطني نحو بلدانهم عبر مختلف المناسبات التي تُعزز ذلك بتقديم المعلومات عنها سواء في الدول المتقدمة أو النامية، ومن ذلك تأتي الأيام الوطنية للدول، وهي تتنوع في أعدادها من دولة لأخرى وكل دولة لديها ذلك ما عدا بعض منها. مما يجعل لتلك الأيام الوطنية مكانة خاصة في حياة تلك الشعوب.
والدول تُعد لتلك الأيام مناسبات وطنية بجعلها يوم عطلة رسمية حتى تتمكن المؤسسات الرسمية والجماهير الشعبية حضور مختلف الفعاليات، والاحتفال بها والتفاعل معها والتعبير عن الفرحة بإظهار الولاء الوطني عبر رفع الأعلام وكتابة المقالات السياسية والقصائد الأدبية وعرض الأغاني والشيلات الفنية وعروض المسيرات الجماهيرية، وفي المقابل تعمل العطلات الرسمية لتلك الأيام على خدمة الجانب الاجتماعي لاجتماع أفراد الأسرة مع بعضهم لتبادل التهاني وصلة الأرحام، وتعميق الولاء الاجتماعي وتعزيز مكانة الأسرة.
كما تشارك في الاحتفال بهذه الفرحة الوطنية مختلف المؤسسات الرسمية والتجارية والخيرية والاجتماعية. فتقام عدة أحداث مثل العروض الخفيفة والمعارض الثقافية في مختلف مدن الدولة في مراكز التسوق والفنادق والمطاعم وكل المؤسسات الأخرى التي تقدم عروضًا خاصة وخصومات على خدماتها ومنتجاتها، وما يصاحب ذلك من عروض جوية، عروض السيرك الدولية، عروض الألعاب النارية، والمهرجانات الترفيهية.
وتسعى الدول إلى التأسيس للعادات والتقاليد الوطنية وحفظ ذاكرة التاريخ وأمجاده التي حققتها الدول فيه ودور ذلك في ازدهار البلدان وتقدمها، والمملكة العربية السعودية كدولة عُظمى لها نمو متسارع وتنمية مستدامة، أقرت عددًا من الأيام الوطنية وهي في تزايد مستمر بحجم يساير مكانتها الدولية لما لها من دور في رفع الروح المعنوية وإنعاش الاقتصاد الوطني، هذا بالإضافة إلى أن هناك أيام للمناسبات الدينية لعيد الفطر والعيد الأضحى؛ حيث تمثل مساندة لتلك الأيام الوطنية ليكون الولاء الوطني بأصول دينية تعمق ولاء المواطن لدينه ووطنه بشكل مستمر وكبير.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة أم القرى