تُعد القيادة هي أعلى الهرم التنظيمي القادرة على تفعيل الخطط الاستراتيجية، وتحقيق المبادرات والأدوات وإدارة للعمليات بمهنية عالية تحقق أهداف المنظمة، وتُساعد على تكوين الرؤى التي تُساهم بخلق فريق متفاعل داعم لرسالة ورؤية المنظمة.
وقد تباين تعريفات القيادة من نظرية لأخرى، وتطورت عبر العقود الماضية؛ ليصل لتعريف للقيادة مازال هو الأنسب في عصرنا الحاضر من وجهة نظري هي القدرة على التأثير على الفريق، وتحقيق أهداف مشتركة.
فالتأثير هنا يتباين مفهومه حول قدرة القائد على خلق جو تفاعلي صحي في المنظمة من خلال العلاقات الإنسانية والعدالة بين أعضاء الفريق، وتشجيعهم وتطويرهم بما يساهم في رفع مستوى الخدمات وجودتها، وتحسين تلك الخدمة أو المنتج.
لذلك أصبح القائد هو العمود الفقري في نجاح أي منطمة وقيادتها نحو التميز المؤسسي، وهذا لا يتوفر إلا من خلال سمات قيادية وصفات أخلاقية وقدرة على العطاء والإنجاز والثقة في ذاته، وتفويض الفريق بمهام يقومون بإنجازها حتى يتناغم الفريق فيما بينهم، ويستطيعون تحقيق أهداف المنظمة.
القيادة حكمة ورؤية واستشراف للمستقبل ورفع مستوى الأداء في المنظمة وتحقيق أهدافها، وهي كذلك الخُلق الرفيع للقائد، واستثمار ذلك من خلال انعكاسه على سلوكه كقائد واستثماره لتميز المنظمة وجودتها.
إن القيادة الواعية الإبداعية التي تتفهم أدوارها وأهداف المنظمة هي القادرة على الإبداع، وتقديم مبادرات تدعم مسيرة الإنجاز في المنظمة بحسن اختيار وإعداد الفريق الذي يعمل معه، وتهيئته ومشاركته بالخطط التي يساهمون في إعدادها وإنجازها لتحقيق الجودة ورضاه العميل.
فالجودة أحد المحاور الرئيسة والمهام الفاعلة للقائد في المنظمة، وتحقيقها من خلال جودة الأداء الذي يحقق رضا العميل.
فالقيادة تعمل دائمًا على التحسين المســـــتمر للمنتج والخدمات من خلال إدخـــــال تحســـــينات مســـــتمرة علـــــى كافـــــة مجـــــالات العمـــــل فـــــي المنظمة، مــــن أجــــل مواكبــــة التغيرات والتكيــــف معهــــا، والقدرة التنافسية في السوق واكتساب عملاء جدد للمنظمة، وكذلك التميـــــز الذي يعني تحســـــين الصـــــورة الذهنيـــــة للمنظمة من خـــــلال جـــــودة البرامج التــــــي تقــــــدمها، أو تقــــــديم مهــــــارات فريــــــدة مــــــن نوعهــــــا، أو مــــــن خــــــلال تحــــــديث هــــــذه البرامج وتطويرها وفقًا للمتغيرات المستمرة في مجالات العلم والتكنولوجيا.
فهنا يتميز دور القائد في تحقيق الجودة ومستهدفاتها من خلال تحديد الأهداف والمؤشرات التي تحقق تلك الأهداف والأساليب الإحصائية التي من خلالها قياس الأداء واتجاهه، والقيادة الإنسانية التي تراعي الفرد، وتدفعه نحو التميز وتدريبه وتطويره.
أيضًا من الأدوار المهمة للقائد هو السعي لتحقيق رضا العميل الداخلي وإسعاده وكذلك العميل الخارجي والمحافظة عليه، وفتح أسواق جديدة ومنتجات للمنظمة تُساهم في تحقيق التميز والفوز بنسبة عالية من الحصة السوقية، وكذلك استثمار الإبداع وتشجيع الابتكار؛ فهو المورد الذي لا ينضب من خلال الاقتصاد المعرفي.