أين كنا؟ وأين أصبحنا؟
سؤالان لا تخفى على متابعٍ الإجابة عليهما؛ فخلال سنواتٍ قليلة، ومذ آل المُلْكُ لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعجلة النماء والتطور في تسارع، على كافة الأصعدة والمستويات، وفي كل القطاعات، ولم يكن الأمر حكرًا على بقعةٍ دون أخرى، بل طاف كل بقاع الوطن، وفي كل الاتجاهات، وبلغ التسارع ذروته حينما وُضِعت الثقة في سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان ليكون وليًّا للعهد؛ فالموقف بحاجة لروح الشباب، وطموحات الشباب، ونظرة الشباب، الروح المتوثبة، والطموحات المتوقدة، والنظرة الثاقبة.
وانطلقت سواعد الإعمار والبناء والتجديد تطرز للوطن حلة جديدة، وتضفي على جيده قلادةً فريدة، فاشرأبت لرؤيته كل الأعناق، واتسعت لدهشته كل الأحداق؛ فما حدث من إنجاز لا يُعدُّ سوى ضربٍ من الإعجاز.
ولأن المواطن ركن أساسٌ في مضمار التغيير؛ جُعِل له صوته المسموع، ومساحاته الكافية في التعبير، فليست سوى برهةٍ وجيزةٍ من الوقت حتى تصل ملاحظاته لأي مسؤول، فتؤخذ بعين الاعتبار، وتُعلَنُ لأجلها حالة الاستنفار، ولأن الأمر كذلك؛ فلن أتكبد كبير عناءٍ في أن أضع على طاولة المسؤولين نصًّا بين قوسين، يمثِّل ما نكابده ونعانيه من سوءٍ وتلفٍ في أجزاء كبيرةٍ من الطريق الدولي الذي يربط بين منطقة مكة المكرمة ومنطقة جازان، وخصوصًا تلك البقعة من الطريق الممتدة من مركز دوقة إلى ما بعد مركز القوز؛ فقد عانى فيها خدُّ الطريق الأخاديد، وشاخ وجهه، وظهرت فيه التجاعيد، وحانت الساعة لينال حظوته كغيره من أجزاء الطريق بالتجديد؛ فما من مركبةٍ إلا وتضررت، وما من رحلةٍ إلا وتعثَّرت، وأصبح المسافر ما بين مطرقة السقوط فيما تلفٍ والتعرض للضرر، وسندان التلافي يسرةً أو يمنةً والدخول في دائرة الخطر، ولا مناص من إحدى الحالتين ولا مفر، ناهيك عن تلك الأجزاء من الطريق غير المضاءة؛ حيث تفقد في ظلام الليل النضارة والوضاءة، وتلك المطبات التي تَعرِف البداية ولا تعرف النهاية، دون أن يكون لها دليلٌ أو عنوان، أو على وجهها شيءٌ من الأصباغ والألوان؛ فلا يشعر السالك إلا بالتحليق والطيران، مندهشًا مما قد جرى وكان.
لذا؛ فلنا في تجاوب المسؤولين أمل، وكلنا تطلُّعٌ أن يُعجَّل بالتجديد والعمل؛ فيحظى ما شاخ من أجزاء ذلك الطريق بإعادة الشباب، ويغلق من أنواع المعاناة كل منفذٍ وباب.
0