المقالات

“الله يرزقني فضاوتك”

في منتصف العقد الثاني تقريبًا، يُمِيل
الطاقية على جبهته بعناية، ترجَّل عن سيارته، ورمقني بنظرة، خالطتها ابتسامة المشفق، وأنا أركب سيارتي منتظرًا الدور في طوابير أحد المطاعم السريعة، و-مضطرًا- مشيرًا بيده قال:
المكان في الداخل أقل زحمة، شكرته قائلاً :هنا أريَحُ، ابتسمَ ابتسامة أعرض من الأولى بقليل، لكنّ مدلولها هذه المرة يبدو مختلفًا، استدار لدخول المطعم وهو يقول: (الله يرزقني فضاوتك)، ضحكت طويلًا، ولا زالت كلماته ترن في أذني، ومنظره الباعث على الفرح في مخيلتي، استلمت الطلب بعد مدة ليست بالقصيرة، وتعمدت العودة إلى المكان الذي رأيته فيه، فلم أجده.
يبدو أنَّ معدّل السرعة آخذٌ في التصاعد جيلًا بعد جيل،
ليصبح إيقاع الحياة أسرع وأخف من ذي قبل.
ولهذا أثره – لا شك – في تشكيل الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى