في ظل ما تشهده دولتنا من نمو ورفاه متسارع في جميع المجالات، تمر بنا ذكرى البيعة السادسة لتولى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد لشؤون هذه البلاد؛ لتنعم بمسيرة نهضوية موفقة ومثمرة، ويعم خيرها هذه البلاد، ولتنعم بالعيش الرغيد والنمو والرفاه المستمر؛ ولتتحرك عجلة الاقتصاد والتنمية والاستقرار على المستوى المحلي والعالمي، وما ذلك إلا بفضل الله ثم بالجهود المبذولة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والرؤى السديدة تزامنًا مع رؤية المملكة (2030) التي قفزت بدولتنا قفزات كبيرة؛ لتشمل كافة المجالات حيث استطاعت بلادنا في سنوات قليلة من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أن تخطو خطوات نوعية في كافة الميادين، وبرغم ما تشهده الساحة الدولية من تحديات دولية وإقليمية راهنة من حروب وأزمات سياسية واقتصادية وتنموية وصحية وتداخلات مغرضة، تهدف لإثارة الفتن وضرب اللحمة الوطنية؛ فقد نجحت رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بخلق خطط استراتيجية واقعية مرنة تتلاءم مع متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من التطوير والتحديث والتنمية، وزيادة الفرص الاستثمارية والتجارية والمشاريع الرأسمالية التي يعود ريعها على أبناء هذا الوطن لدفع عجلة التنمية بكل حزم وعزم واضعة نصب عينيها خدمة الوطن والمواطن.
لقد أصبحت رؤية المملكة 2030 نموذجًا رائدًا، تستلهم منه دول الجوار حيث استطاعت بشموليتها التنظيمية أن تسخر جميع المقومات الاستراتيجية والطبيعية والاقتصادية والبشرية؛ لتجعل دولتنا فى مصاف الدول المتقدمة ولتكون محط إعجاب وتقدير كل دول العالم؛ ولينعكس ذلك على المواطنين وزيادة أواصر الترابط بين أبناء هذا الوطن وحكامه والاستثمار في مشاريع البنية التحتية، وتقديم المبادرة تلو المبادرة لدعم قطاعات الدولة ودعم السياحة والترفيه والاقتصاد والصحة والتعليم والثقافة، واستقطاب رؤوس الأموال للمملكة، وخلق بيئة أعمال خلاقة تكون رافدًا لاقتصاد المملكة وتنوعه، ولمسنا كيف كانت جهود ولي العهد في الاستفادة من كل تجارب الدول الأخرى فى كل المجالات لتوطين الصناعة وتشجيعها في كل المجالات، والاهتمام بوضع مبادرات لتطوير وتنمية مناطق الدوله ودعم تنميتها وامتداد لهذه النجاحات التي كان فارس رؤية المملكة يقودها فقد تم تكليف سموه بمهام رئيس مجلس الوزراء؛ ليستطيع استكمال مسيرة التنمية لترقى مملكتنا في مصاف الدول العظمى، وتصبح عاصمة لصنع القرار عالميًا ففى الجانب السياسي نجحت المملكة في التعامل مع قضايا سياسية عديدة واقتصادية؛ لتوطيد السلم والأمن الدوليين والاستقرار؛ فكانت داعمًا لاستقرار أسعار الطاقة والنفط من خلال دورها في منظمة أوبك، وفي ظل انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار الطاقة، وكانت وسيطًا للسلام في الحرب الروسية الأوكرانية؛ حيث نجح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإطلاق مبادرة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا ودول أخرى، وكذلك تقديم المساعدات الإغاثية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الزلازل.
في تركيا وسوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الدولتين ولازال المركز يقدم الدعم المستمر للأشقاء في الدول العربية والإسلامية، وكذلك دفع عملية الحوار والسلام في اليمن لإنهاء الحرب برغم تعنت الحوثيين، وكذلك دعم الاستقرار فى العراق والتوافق بين الأطراف السياسية في العراق؛ لوقف الاحتقان السياسي وتعطيل مؤسسات الدولة ودعم الحل السلمي في السودان بين أطراف النزاع هناك وكذلك دعم الاستقرار وإيجاد حل للاقتتال الداخلي في ليبيا، والوقوف إلى جوار الشعب السوري وتوحد أطيافه أيضًا، وكذلك تقديم الدعم للشعب اللبناني بسبب سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة رغبة بعودة لبنان إلى حاضنته العربية، ودفع عملية السلام والأمن في المنطقة من خلال عودة العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة صينية؛ ليصنع ذلك علامات فارقة فى تاريخ منطقتنا ولينعكس بشكل إيجابي على جميع قضايا المنطقة الساخنة؛ إضافة إلى استضافة المملكة لمعرض إكسبو 2030وقيادة المملكة لمجموعة العشرين وانضمام المملكة لمنظمة شنغهاي للتعاون والتي تمثل أهمية كبيرة؛ لتنويع الفرص الاستثمارية والتجارية والاقتصادية بوجود دول تملك اقتصاديات فاعلة وذات نمو متسارع مما يُشكل بيئة اقتصادية جاذبة للمملكة، ولا بد أن نستذكر كيف استطاعت المملكة إدارة أزمة جائحة كوفيد بكل احترافية ومهنية كبيرة عكست جهود ولاة الأمر لخدمة المواطن والاهتمام بصحته، وكذلك دور المملكة الريادي والمحوري والثابت نحو قضية الشعب الفلسطيني، وهي قضية العرب والمسلمين الأولى وإيجاد حل عادل يقوم على مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين وإقامة دوله عاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين إلى حدود 1967، وما قام به ولي العهد من جهود في سبيل تزويد العالم بالطاقة النظيفة ودعم الابتكار والتطوير ودعم الحوار السلمى دوليًا والتركيز على برامج البيئة والمناخ ورعايته لمبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وكذلك مبادرة مستقبل الاستثمار، وما حققته من أصداء دولية إيجابية، ورغبة القيادة بدعم تطلعات شعوب المنطقة بمستقبل تنموي أفضل لمنطقتنا وأهمية توطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والسلم الدولي.
فكل ذكرى بيعة، وفارس رؤيتنا بخير وعز وتمكين وتوفيق.
0