حين يريدُ اللهُ بأمةٍ خيرًا يولي عليهم فاضلًا حكيمًا، عادلًا حليمًا، رحيمًا بشعبه، شديدًا على من يستحق الشدة.
وإذا ما منحت أمةٌ أميرًا فاضلًا باتت في أمنٍ واستقرار، وفي هناءةِ عيشٍ، ومرعى آمالٍ لا ينتهي.
وحين مُنحنا الله الأمير محمد بن سلمان بتنا، وبات الشرق في أمنٍ وأمان، وحُق لنا الفخر والشكر؛ إذ نحن في مدينة فاضلة بحكيمٍ فاضل.
– المدينةُ الفاضلةُ، حُلم تحقق:
مَن منا من لم تطرب أذنه لسماع وصف المدينة الفاضلة، ومَن لم يسعد خياله وهو يتصورها؛ وكأنه حلم بعيد المنال.
وأغلبُ ظننا أنها مجرد حلم يراود خيال الإنسان البائس الحزين، بعد أن قرأ عنها أنها مدينة يسكنها الطيبون، ويحكمها الحُكماء العادلون، يخيم فيها جو من الأمن والسلام والوئام، والعدالة الاجتماعية، والرقي الأخلاقي، يعيش الجميع فيها في انسجام، يحوطهم التكافل الاجتماعي، والمساواة في الحقوق والواجبات.
وقد رفل العالم بحقبةٍ زمنيةٍ قصيرة المدى عاش فيها أصحابها هذا الحلم، في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومرت الأيام بعدها، وعاث الحُكام والناس فسادًا في مشارق الأرض ومغاربها، ليُصبح حلم المدينة الفاضلة أشد استحالة على التحقيق، وأصعب منالًا للوصول إليه.
ولكن.. تأبى سنن الله في الكون إلا أن تستمر فتتجلى وتتحقق، فكان أنْ أكرم الله -عز وجل- بلاد الحرمين الشريفين بقائد فذ أعاد للشرق وللأمة العربية والإسلامية حلمها، ومد لها يد العون في تحقيق أملها، بأن تعيش رغد العيش في ظل حاكمٍ يرعى مصالح البلاد والعباد؛ وكأنهم أبناؤه وأخوته، لا بل فلذات أكباده.
– أملُ العربُ؛ محمد بن سلمان:
يولد الإنسان بمواهب خصه الله -عز وجل- بها، وقد يستثمرها فيما يفيد، أو تبقى كما هي مادة خام لا ينتفع بتلك الهبات، ولا ينفع من حوله.
ولكن من نعم الله تعالى على هذه الأمة، أن خصها بأمير شاب وقائد فذ، وُلِد بقدرات ومواهب استثنائية، وعانته الظروف وحُسن النشأة في صقلها وتنميتها وإبرازها في أجمل حُلة، فعم به النفع والخير، يدفعه طموح شخصي إيجابي، ورغبة في النجاح، وحُب الخير، وبناء مستقبل واعد لرعيتهِ.
وإذا استعرضنا ما تمتع به مقام سيدي ولي العهد من خصال حميدة ميزات فريدة، كان لها الدور الأكبر في تحقيق حلم الإنسان العربي في العيش في المدينة الفاضلة، فجاء ولي العهد أمل كل فرد في الأمة التي عانت سنين طويلة من التفكك، والتشرذم، والضياع، والضعف وقد استقوت عليها القِوى العالمية المحيطة بها واستخفت بها، ويعاني المواطن العربي اليوم في أغلب الدول من التجهيل والفقر والفاقة والظلم؛ فإن الإنجازات والنجاحات التي حققها سمو ولي العهد جعل لدى هذه أبناء الأمة في شخصه نبراسًا وأملًا في خلاصهم من واقعهم المرير الحالي.
لما تحلى به من صفات رائدة، منها:
1- حاكم مسؤول: وهي من أهم ما يمكن أن يميز الأمير الشاب، ويُعطيه الحافز للعمل والسعي والدأب، وتحقيق المراد.
2- النزاهة: وهي الثقة بصدق ولي العهد وتفانيهِ، ورؤية مدى التزامه بمبادئهِ ومسؤولياتهِ، وقيمهِ الثابتة.
3- الرؤية: فالقائد الناجح المُلهم يعلم ماذا يريد، وإلى أين يذهب، ونرى مصداق ذلك عند الأمير محمد بن سلمان في نوعية المشاريع والخطط التي تسير في ركب رؤية ( 2023) للمملكة، للسير بها في طريق العلياء.
4- تحقيق العدل: ومن آثارها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، واختيار الكفاءات.
5- التواصل الهادف والفعال مع الآخرين: فولي العهد -حفظه الله- يُحسن الاستماع، ويُجيد الإصغاء، فيكون قراره صائبًا، ورأيه حكيمًا.
6- الطموح: وهذا ما يميز شخص ولي العهد، فطموحه لا حد له، ومسيرته في التطور مُستمرة .
7- أمير مُلهَم ومُلهِم: وهذا ما رأيناه في خطط ولي العهد الرامية إلى إتاحة الفرص لكل أبناء شعبه وتنويعها، لتناسب الكل على اختلاف إمكاناتهم وظروفهم وطاقاتهم.
8- الانفتاح: إن السياسة والرؤية البناءة التي انتهجها سمو ولي العهد في تطوير بلاده، ركيزتها الأولى الانفتاح، والذي يعني تقبل الآخر، والتنوع في الرؤى والانتفاع من كل ما يسهم في عملية البناء والتطور، مع الحفاظ على الثوابت الأساسية الخاصة بشعبه ودينه.
9- النهوض بالتعليم: فهو لدى ولي العهد لبنة المجتمع الذي يسعى للوصول لمستقبلٍ زاهرٍ مُشرق، ولا يخفى علينا ما قام ويقوم به سمو سيدي ولي العهد من خطط ومشاريع عملاقة للنهوض بالمسيرة العلمية في البلاد.
10- السياحة: وتتمثل باهتمام ولي العهد بمشاريع تطوير : الدرعية وجدة ونيوم والعلا.
أمير الشرق محمد بن سلمان:
إذا ما أردنا النظر في حضارتنا العربية أو منطقتنا التي يُطلق عليها “الشرق الأوسط”، وأردنا الثناء على إنجازات حضارية حديثة نجد نجم سمو ولي العهد محمد بن سلمان ساطعًا؛ وكأنه البدر في الشرق.
وإذا ما قِسنا لقب “أمير” بمقاييس المعاني كلها وجدنا سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فيه سمات الإمارة كلها، فحُق له لقب “أمير الشرق” الشاب الطموح المتدفق حماسةً وإبداعًا، ذو طاقة جبارة، وقدرة هائلة على العطاء والإبداع، والتحليق في آفاق الأحلام والطموحات.
ومن حسن طالع الشعب السعودي والعربي والإسلامي في الشرق والغرب أن منَّ الله عليه بقائد ملهَم، آمن بشعبه، فبادله حبًا بحب، وثقة بثقة، وبايعه على الاستمرار ومُتابعة المسيرة، مسيرة لن يقف في وجهها مُعتدٍ أثيم أو حاقد أو مُتقاعس، فالكل يد واحدة، يدهم بيد أميرهم وملهمهم، تدفعهم المحبة، ويحدوهم الثقة والأمل.
إنه سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
أمير الشرق و أمل الأمة في حاضرها ومُستقبلها.
– باحث في السوسيولوجيا والتاريخ السعودي.