المقالات

دبلوماسية ولي العهد

تحل الذكرى السادسة لبيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وقد حققت المملكة إنجازات ضخمة في عديد من القطاعات والمجالات بفضل الرؤية الثاقبة للأمير الشاب تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود كما تؤكد هذه الإنجازات الرؤية الثاقبة والمتميزة للملك سلمان بن عبد العزيز في اختيار الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء.
وخلال السنوات الست الماضية عرفت المملكة العربية السعودية دبلوماسية من نوع خاص تختلف عن الدبلوماسية العادية المتمثلة في وزارة الخارجية بقيادة الوزير وسفرائها وقناصلها وبعثاتها بالخارج، إنها دبلوماسية ولي العهد، فمع تولي الأمير محمد بن سلمان ظهر ذلك المصطلح الجديد؛ حيث استخدم الأمير محمد بن سلمان علاقاته وحضوره الدولي والكاريزما التي يتمتع بها في حمل القضايا السعودية والعربية والإسلامية للمجتمع الدولي ونجح فى الخروج باقتصاد بلاده من تداعيات جائحة كورونا التي ضربت اقتصاد العالم وأفقدته ما يقرب من 13 تريليون دولار، وأدخلت اقتصاديات دول كثيرة في دائرة الجمود والركود والشلل، وتحوَّلت بلاده من معتمد رئيسي علي صادرات النفط في دخلها القومي إلى اقتصاد متنوع ما بين السياحة والاستثمار والصادرات، وتحولت المملكة لمرحلة الريادة إقليميًا وعالميًا، ولم يكتفِ بالملف السعودي فقط، وإنما حمل هموم وطموحات القارة الإفريقية والمنطقة العربية إلى المجتمع الدولي.
واعتمدت دبلوماسية ولي العهد علي ركائز السياسة الخارجية من حيث مشاركة المملكة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم بناء على الاحترام المتبادل والشراكة والسيادة الوطنية، واستطاع إقناع العالم بأن نجاح بلاده هو نجاح للاستقرار والأمن في العالم، وخلال السنوات الست الماضية زار ولي العهد الصين وباكستان والهند وفرنسا، وإندونيسيا وتركيا الأردن، واليونان وقبرص والإمارات، وروسيا والجزائر وتونس وكوريا الجنوبية، وتايلاند إضافة لـ7 مدن أميركية، هي واشنطن ونيويورك وبوسطن وسياتل، ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو وهيوستن، بعد جولة خارجية بدأها من العاصمة المصرية القاهرة ثم المملكة المتحدة، وتوجت زيارة له إلي إسبانيا بتوقيع 6 اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية بعد تكريم العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس لسموه، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهذه الجولات الدولية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فتحت آفاقًا جديدة للدبلوماسية السعودية، من شأنها تعزيز علاقات المملكة مع عدد أكبر من الدول وتهدف للعمل التشاوري والدبلوماسي مع العديد من الدول في عدة قضايا دولية وإقليمة لما تمثله المملكة العربية السعودية من قوة ثقل وتأثير في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالمية بصفة عامة.
وشهدت الأعوام الستة الماضية، شهدت مجموعة كبيرة من الإنجازات الوطنية بتوجيه ومتابعة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تمثلت في مجموعة كبيرة من الاتفاقيات والقرارات والإجراءات والخطوات بالمجالات السياسية الاقتصادية والتنموية ما أسهم في دفع عجلة التنمية في البلاد وتعزيز مكانتها العالمية.
ومثَّلت رؤية الأمير الشاب 2030 عماد التحولات السعودية في السنوات الماضية والسنوات للمقبلة، ونقلت المملكة إلى مستويات تنموية غير مسبوقة وحققت الرفاهية للمواطن السعودي وأحدثت نهضة على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كما تم تدشين برامج ومشاريع تهدف إلى تطوير المملكة على المستويين المحلي والعالمي، وتنفيذ إصلاحات هيكلية أخرجت المملكة من اقتصادها المعتمد على النفط إلى مصادر متنوعة من الدخل وأنواع متعددة من الاستثمارات كما استطاعت رؤية 2030 تحقيق إنجازات استثنائية، وعالجت تحديات هيكلية خلال الأعوام السابقة.
الرؤية ركزت منذ إطلاقها على تأسيس البنية التحتية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر وتمكين المرأة من خلال اهتمام قيادة المملكة بالمرأة السعودية وإدخالها في مجالات العمل، وجعلها تتولى العديد من المناصب القيادية بما يحقق التقدم والإصلاح ورفع جودة الحياة ضمن بيئة مميزة جاذبة ما جعل المملكة تتحول إلى وجهة عالمية رائدة للاستثمار والسياحة والشركات العالمية.
والمتوقع أن تحقق رؤية المملكة 2030 أغلب أهدافها قبل حلول العام 2030، بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده حيث حققت المملكة مراكز متقدمة بين أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم في ظل رؤية المملكة 2030 وكذلك الجوانب الأمنية؛ حيث استطاعت القضاء على الإرهاب ومكافحة الفساد، وأطلقت مشروعات عملاقة منها على سبيل المثال لا الحصر إطلاق مشروع نيوم على البحر الأحمر، لتحويل المملكة إلى منافس عمراني قوي لدول المنطقة، وجعل المملكة قبلة سياحية عالمية.
وأثبت ولي العهد السعودي قدرته على التوسط في بعض الخلافات الأمريكية – الروسية حول الحرب الروسية الأوكرانية، ونجحت دبلوماسية ولي العهد في تبادل الأسرى خلال حرب أوكرانيا، كما أن عودة العلاقات السعودية – الإيرانية يُمثل انتصارًا للسلام وتأكيدًا على حكمة وشجاعة ولي العهد السعودي، وجاء حضور ولي العهد في قمة الأمم المتحدة للمناخ في شرم الشيخ في نوفمبر الماضي، لتؤكد لدول العالم والناشطين البيئيين وأجهزة الإعلام حرص المملكة على حماية البيئة والاستثمار في الاقتصاد الأخضر من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأحضر.
وفي هذا الاطار نتذكر وصف وزير الخارجية الأمريكي السابق للولايات المتحدة مايك بومبيو، في مذكراته، أن الأمير محمد بن سلمان رجل إصلاحي، مؤكدًا أن محمد بن سلمان سيثبت أنه أحد أهم قادة عصره، وشخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي.
ولم يكد الرئيس الأمريكي جو بايدن يغادر المملكة العربية السعودية بعدما عقد قمة مع قيادتها، أولًا مع الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرافقه عدد من أعضاء الحكومة، أعقبتها قمة عربية – أميركية جمعت بايدن مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى مصر، والأردن والعراق، حتى سلطت صحف العالم الأضواء على نجاح الدبلوماسية السعودية على مستوى القيادة في جمع أطراف وقادة العالم على مائدة الحوار، وتحقيق السلام في إطار الحلول التي يجمع عليها المجتمع الدولي لكل قضايا العالم وليس المنطقة فحسب، فالمملكة العربية السعودية تنتهج الدبلوماسية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى