المقالات

العيد وعبد الرحمن ووصيف العالم !

في البدء كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة فقد أقبل علينا عيد الفطر المبارك مجدداً بعد شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والكرم والجود، شهر خيرٌ من ألف شهر.. صام وقام المسلمون فيه؛ طلباً للأجر والمثوبة من الله تعالى، أقبل علينا عيد الفطر المبارك وحلت فينا وبيننا أطياف السعادة والمسرة.. حلت في قلوبنا المشتاقة لكل فرح وسرور وبهجة وأنس يرفرف بها في هذا العالم المضطرب في نواحيه كافة وينسيها قليلاً من آلامها وأحزانها، وعلى صور شتى فهناك من فقد والديه، أو أحدهما أو فقد أخاً أو أختاً أو صديقاً، وغيرها من الآهات… وكل هذا بتقدير الله من قبل ومن بعد ولا نقول سوى الحمد لله في كل الأحوال.

وعلى الرغم من كل هذه الظروف وبمختلف أشكالها نجد أن نعمة النسيان من النعم العظيمة.. هذه النعمة كفيلة بإذن المولى عز وجل على محو تلك الظروف، أو بالتخفيف من وقعها على أقل تقدير فمهما يكن من فقد مؤلم يحل على الإنسان ويراه من أكبر المصائب بل يشعر أن الكون سيتوقف من أجل هذه المصيبة فهو بالتأكيد ليس باعظم من فقد خير البشرية كلها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا نقول هذا من باب القسوة، أو الغلظة فحقيقة ليس على الإنسان المصاب بأمر من أمور الدنيا إلا الصبر والاحتساب والتأقلم مع حياته الجديدة فالله تعالى مع الصابرين.

وحقيقة وفي هذا المعنى تحديداً قابلت مصادفة في ليلة العيد شاباً في بداية العقد الثالث من عمره اسمه : “عبدالرحمن” من أصول أوزبكية ولكنه لا يعرف غير هذا الوطن الغالي بل وكأنه واحد من أبنائه؛ نظراً لولادته ونشأته وحبه لهذه الأرض المباركة وقد أستمعت لحديثه العفوي، عن ظروفه الصعبة من فقدان والدته في سن صغيرة ثم والده، ثم مؤخراً والده الذي تبناه إنسانياً وعاطفياً وكان يحدثني بكل تفاؤل وأمل بعد انتقاله من الباحة وعودته إلى مكة المكرمة على أنه سيبحث عن عمل جديد يكفل له حياة كريمة فهو موهوب بالفطرة في إجادة أعمال حرفية كثيرة، كما أنه يجيد (8 ) لغات بحكم احتكاكه المباشر بالمعتمرين والحجاح والشاهد مما سبق من الحديث عن هذا الشاب المتفائل أن البسمة الصادقة لا تكاد تخلو من وجهه الباهي في كل تفاصيل أحاديثه، وكأن لم يصبه شيئاً من نوائب الزمن، وسعيد جداً بعيد الفطر المبارك.

وهناك في الرياض العاصمة وقبل حلول عيد الفطر السعيد بساعات معدودة رسم فريق الهلال وصيف العالم البسمة ونثرها على سماء الرياض قبل أن يرسمها وينثرها على محيا محبيه، بعد سيمفونية الفن والمتعة على الأرض الخضراء أذهلت وأدهشت أصحاب العقول الكروية المتزنة، وأصبحت السماء بعد لوحة البهاء المطرزة في الثرى وغير لونها الأزرق المعتاد.. ارتدت لون أزرق آخر.. لون الهلال الجميل المكتسي بالأبيض الفاتن. وهذه عادة الهلال في كل الأوقات المناسبة يسعد كل من حوله بل ويسعد الآخرين من المنصفين فالجمال والهلال وجهان لعملة واحدة.

همسة:
إذا كنت تريد الوصول إلى المجد الحقيقي وبلا أوهام، فحدد أهدافك المرجوة أولاً ثم اعمل عليها بكل جد ومثابرة وبلا إدعاءات واهية، أوتخيلات حمقاء، أو تصرفات ساذجة وبكل تأكيد هذا مايوصلك إلى قمة المجد. ومن المهم أيضاً أن لا تنظر إلى منافسك البطل وهو يحقق الإنجاز تلو الإنجاز الآخر وأنت همك فقط تأمل الفوز لمنافسيه، ومن المهم أيضاً أن تدرك أن خلفك عشاق لا يتوقع أن يتبقى من صبرهم الشيء الكثير على الوعود الفاشلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى