المقالات

إشراقة طبيب إنسان

‏الطبُ مهنة سامية سامقة؛ فالطبيب هو رسول الإنسانية وملاك الرحمة لمن يتسم بالدقة والتشخيص الدقيق والمهارة والعلم العميق، يتحمل أعباء أكثر من طاقته؛ فالأطباء المخلصون هم أبطال شامخون في جهاد مستمر متخفين عن الأضواء.
وقال حكيم: يمشي العلم على قدمين عندما يسير الطبيب؛ فهو المعني بإنقاذ الأرواح فالوقت لديه يعني مدة الشفاء؛ فالطبيب يضحي بحياته، ويعرضها للخطر حتى يُعالج مرضاه، ويعطيهم الأمل المنشود في الحياة بعد أن فقدوه.
قال الشاعر في تقديس مهنتهم:
وإنَّ الطِّبَّ مهنةُ كُلِّ حُرٍّ
رأى أنْ يَبذلَ الجهدَ اجتهادا
وأوشكَ أن يُقَدَّسَ كلُّ طِبٍّ
كمحرابِ الصلاةِ نقىً وكادا
وكلُّ محارِبٍ في الطِبِّ يبقى
على الأيامِ أكرمَنا جهادا
وأعملَ روحَهُ عِلمًا وحُبًّا
لأَجلِ مريضِهِ عَشِقَ السُّهادا

الطبيب العاشق لمهنته يتنازل عن متع الحياة وملذاتها مقابل ابتسامة وشفاء مريض ويقضي جل وقته في متابعة ومراقبة مرضاه لا لشيء إلا لكونه فقط إنسان قبل أن يكون طبيبًا راقيًا في أخلاقه ومعاملته مع المرضى وفي أسلوبه وهذا ما يحتاجه كل واحد قبل الإبر والعلاج

د. شريف الوتيدي، أستاذ واستشاري أول جراحة المخ والأعصاب وجراحات أورام المخ وقاع الجمجمة وجراحات العمود الفقري

الإنسان شريف الوتيدي الاستشاري الجراح الحاصل على جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله-، ومترجم كتاب (الإصابات الدماغية)، يعمل بصمت وفي الظل للرقي بمهنته، ويحمل على عاتقه مسؤولية تقديم كل ما يخدم مرضاه ويسهل عليه وعليهم مهمته يشرق بابتسامة أنيقة ولفظ دقيق وخُلق رقيق؛ ليجعل من اليأس أملًا، ويبدد كابوس الأسقام والآلام، ويجعل شلالات الفرح والسرور تنهمر على تضاريس عائلات المرضى.
وأختم بعبارة يستحقها الطبيب المتفاني في تجفيف أوجاع مرضاه
“الطب بلا إنسانية كالصلاة بلا وضوء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى