رغم أن الطريق مازال صعبًا والأفق مازال ضبابيًا، ولا تزال الحرب مستمرة في السودان الحبيب، وخروقات متكررة لاتفاقات الهدنة إلا أن الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لحل الأزمة عبر التفاوض والحوار لا تُنكر، وحصلت على إشادة وتقدير الجميع.
وتسعى المملكة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى العملية السلمية الهادفة لترتيب عودة الحكم المدني للبلاد عبر الاتصالات الدبلوماسية المُكثفة، حرصًا على أمن السودان واستقراره.
وفي هذا الإطار شكرت العديد من الأطراف الدولية، قيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على توجيهاتهم ومتابعتهم المباشرة لعملية إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول الخليجية والشقيقة والصديقة، وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين بكل يسر وسهولة، وتوفير كافة الاحتياجات لهم تمهيدًا لمغادرتهم إلى أوطانهم عبر دور دبلوماسي ولوجيستي هائل.
وتعتمد المملكة العربية السعودية سياسة إرساء السلام في المنطقة والعالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده – حفظهما الله – مستندة على ما تملكه من مصادر قوة ناعمة في شتى المجالات السياسة، الاقـتصادية، الاستثمارية، التعليمية، والاجتماعية والثقافية وغيرها.
ومنذ تفجّر الأوضاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” قبل أيام، تواصل المملكة العربية السعودية عملياتها الإنسانية لإجلاء رعاياها ومواطني كثير من دول العالم من السودان، بحرًا وجوًّا.
وتتصدر المبادرة السعودية مع دول أخرى منها أمريكا لمحاولة إنهاء الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى، وأدت إلى مقتل المئات من المدنيين وجرح الآلاف، ونزوح مئات الآلاف وتوقف حركة الحياة المدنية بالسودان عناوين الصحف ووكالات الأنباء؛ لتؤكد الدور القوي والمهم للدبلوماسية السعودية في الحفاظ على السلام والاستقرار بالشرق الأوسط؛ ولحماية السودان وشعبه من خطر القـتال الدائر الآن.
وتعمل السعودية ومصر وأطراف أخرى على إيجاد مخرج للأزمة السودانية، ووقف القتال فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال وقف القـتال فورًا ومواصلة الحوار حول القضايا العالقة وتأمين الهدن من خلال تفعيل آليات المراقبة، ووجدت تجاوبًا من طرفي القـتال، بعد قبولهما المستمر بتجديد الهدنة بينهما ثلاث مرات بمعدل 3 أيام في كل مرة، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على الرغم من الالتزام النسبي بها من كلا الطرفين.
نشاط المملكة العربية السعودية لتهدئة التوترات في المنطقة ليس وليد اللحظة، بل بلغ أوجه قبل أكثر منذ عام من خلال مبادرات عديدة للحفاظ على علاقات مستقرة ومتوازنة مع العديد من الأطراف بالمنطقة.
وفي كل مناسبة تجدد السعودية التأكيد على ما توليه من أهمية قصوى؛ لتوطيد الاستقرار، وبما يفسح المجال؛ لتحقيق التنمية والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
0