المقالات

أذنت بالرحيل

لا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
أذنت بالرحيل شمس إشراقنا وجف نهرنا العذب الراوي لربيع حياتنا وينبوع سعادتنا منجم النبل والمروة صاحب الشهامة والرجولة وقلب الإنسانية والطيبة وحب الناس
أخي السامق الشامخ
كنت بمثابة ظلنا الوارف
في مراحل حياتنا
وكنت السند والمدد والعون والمعين لنا في أصعب وأحلك الأوقات
الأخ المتدفق حنانًا وكرمًا ورحمة الذي يأخذ أحزاننا ويقاسمنا أفراحنا هو العزوة واليد المبسوطة
أبانا الروحي والمعنوي والمادي
الذي يثق به أخوته وأخواته ثقة عمياء
كنت الضوء المشرق في جنابات أفئدتنا
لو كان بإمكاني أضحي بروحي قربانًا لقامتك السامقة لمنحتها فداء لروحك العذبة
هل عيدي بجفاف شلالات الفرح وباتت مآتم الدنيا في قلبونا تذرف الدمع من محاجرها
احتفل الناس بالعيد، ونحن نبث همومنا وأحزاننا إلى الله
الغفور الرحيم
إن قلوبنا حزينة لفراقك، يا أغلى الناس ومهجة الأحباب، فأنت الحاضر بقلوبنا بروحك وكالثريا بحسن صنيعك
مهما توسدت الثرى، كنت مصدر قوتنا والآن بت نقطة ضعفنا وموطن ألمنا
وأستشهد بأبيات للشاعرة الخنساء في فقد أخيها:

ألا تبكيان الجريء الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا
إذا القوم مدوا بأيديهم
إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم
من المجد ثم مضى مصعدًا
يكلفه القوم ما عالهم
وإن كان أصغرهم مولدا
طويل النجاد رفيع العماد
قد ساد الشهامة أمردا
ترى المجد يهوي إلى بيته
يرى أفضل الكسب أن يحمدا
وإن ذكر المجد الفتية
تأزر بالمجد ثم ارتدى
أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويجمعنا بك في الآخرة.
اللهم اغفر لأخينا عبد الرحمن؛ فإنه كان من عبادك الصالحين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى