المقالات

السعودية وإجلاء الرعايا من السودان

ماذا أكتب في وطنٍ شاء الله أن يكون علامة بارزة على جبين العالم؛ ليعطي دروسًا بأن المملكة في الظروف الصعبة والحالات الطارئة؛ ترسخ مبدأ الإنسانية وتُجسد معاني الوفاء الذي يتجاوز الحدود والعلاقات السياسية حتى وإن كانت متأزمة مع بعض الدول.
وما تصاعد الأحداث في جمهورية السودان وإجلاء المملكة لما يُقارب
الـ3000 من 80 جنسية؛ إلا لغة لا تحيد التحدث بها إلا بلاد الحرمين التي اعتادها العالم أنها تحمل هموم الأمتين العربية والإسلامية، وأيضًا باقي الشعوب التي تنظر إلى المملكة نظرة إكبارٍ واجلال.. فلا يكاد يحدث مكروه لأي دولة إلا وتجدها حاضنة للمكلومين، ومؤمنة الخائفين، ومقدمة الرعاية الصحية لمن يحتاجها؛ دون تمييز؛ لأحدٍ على الآخر.. ليجيب العالم بلسان الحال.. لا جديد؛ فهذه هي السعودية العُظمى صانعة العمل الإنساني.
سخرت بلادنا -رعاها الله- أساطيلها البحرية والجوية مع احتدام الحرب ونيران القاذفات في السودان رعايا الدول غير مكترثة بنتائج هذه الحرب وآثارها الوخيمة.. واستقبال القادمين بمختلف شرائحهم بالورود والضيافة السعودية الأصيلة.. حيث تتجلى معاني السلام والرحمة ولم الشمل.. وفتح الفنادق ودور الإيواء على نفقتها؛ وسط تسهيلات مختلف القطاعات أثناء مرحلة القدوم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم والقرحة تكسو وجوههم.. داعين المولى -عز وجل- أن يحفظ المملكة العربية السعودية، وأن يديم عليها أمنها واستقرارها.. بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
وتابع الجميع على مدار الساعة الإعلام العالمي والوكالات المختلفة الصور التي تغني عن الكلام؛ ومنها ما يدعو للفخر والاعتزاز.. إشادة مجموعة من الإيرانيين جدة إلى بلادهم بعد أن أجلتهم المملكة من السودان.. وهم يؤكدون على أن هذه هي المملكة التي تعود على مواقفها العالم بأسره، إلى جانب الأطفال الذين تتلقاهم الأيادي الحانية والصدور الدافئة.. ليشعرون بالاستقرار والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى