تُرابُك طاهر وأرضك قيمٌ ومبادئ.. أليس فيك أطهر بقعتين؛ وهما “مكة المكرمة والمدينة المنورة” اللتان أضاء نورهما للخلق أجمعين؟ أودع الله في أرضك كنوزًا، يتنعَّم المواطن والمُقيم والعالِم بها؟
وطني أنت قمّة المجد وضياؤه.. أليست فيك الرِّسالة المحمَّديّة ودين الله القويم الذي انتشر من مكة المكرّمة والمدينة المنوَّرة، ليزرع الأمل ويقيم الحقّ وينصر المظلوم وينشر العدل في جميع أرجاء المعمورة؟
وهبك الله حُكّامًا عادلين منذ التّأسيس، هدفهم رعاية الإنسان وتأصيل قِيَمه وبنائه ومبادئه، ونشر العدل بين الناس حتى أمّنوا أنفسهم وأموالهم وأعراضهم؛ فالملك عبد العزيز -رحمه الله- أقام العدل وأسَّس دولةً، برزت بين دول العالم حتى نَعِم المواطن بتنمية لم يسبِق لها مثيل، وانتقل من الفقر إلى الغِنى، ومن الجوع والتشتّت إلى وحدة وطنيّة يقيم فيها شرع الله، ومنهجه.
وطني أنت قمّة المجد وسياجه، تتناثر الكلمات أمام مجدِك وشموخك بين الأمم؛ كاللؤلؤ الفريد في عقده الجميل، بما حباك الله يا وطني من مقدَّرات ومكتسبات جعلت الأمم تبني جسور الودّ بينك وبينهم.
وطني أنت هامة المجد وعنوانه.. فتحت ذراعيك لكل الأمم، تحتويهم من الفقر والجوع وتمدّ لهم يد العون. ألَمْ تجمِّعْ الفرقاء ليَصْطلحوا على أرضك ويصنعوا الأمن والسلام لشعوبهم، وتأوي مَن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؟ فكنتَ العين التي تسهر عليهم وتخدم مريضهم وتطعم جائعهم وتكسي عاريهم، حتى عادت لهم الحياة وبسمتها والأمل في نفوسهم والنور الذي امتد أمامهم.
لو ملّكوني كنوز الأرض من ذهَبٍ ومن لآلئ ما ساومت يا وطني.. لو عيّشوني على أرض من المسك ما عشت يومًا، ولو زادوا بمكيال أو عيَّنوني سفيرًا في مناكبها ما نِمْت ليلًا بلا روح ولا وطن…أو خلّدوني على الدُّنيا بأكملها ماعشت يومًا، ولو زادوا بأموال.
أنت الضياء وأنت العَيْن نحرسها من كلِّ سوء، وأنت النور والأمل.. قيادتك حكيمة مُلهمة عادلة حازمة شامخة، تجلَّت في سيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- ملك الحزم والعدل، ينهض بشعبه ويرتقي بوطنه ويصنع أمّته، ويبني للوطن مجده وسؤدده، رسم للوطن منهجه ووضع خطّته وأرسى معالمه في قوله: “هدفي الأوَّل أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”، والذي يعَدّ خطة عمل وخارطة طريق؛ لتحويلها إلى واقع ينهض بوطننا، ويبني مجدنا، ويؤصّل لقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا.
مجتمع حيويّ واقتصاد مزدهر ووطن طموح.. رؤية ثاقبة طموحة مُلهِمة للإنسان السعودي؛ يرعاها ويشرِف عليها سموّ سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- الذي جدَّد الأمل وصنع الفارق في تاريخ الوطن؛ بتجديد أنظمته ولوائحه للانطلاق نحو العالم المتقدِّم.
خليّة نحل على ترابِك الطاهر يا وطني لم تكلّ ولم تملّ، تسابق الزّمن بمشاريع نوعيّة، فاقت العقل ورسمت المجد، وميَّزت السعودية بهذه المنجزات التي عانقت السماء، وأذهلت العالم في تجربة السعودية وتَقَدّمها في مختلف الجوانب، حتى أصبحت مضربَ مثلٍ بإنجازاتها السريعة المتميّزة في أرجاء وطننا المعطاء كافة.
وطني أنت قمة المجد وعطاؤه، والفجر وضياؤه، والأمل ونوره.. عشتَ يا وطني شامخًا بين الأمم ترعاك رعاية الله وتحرسك.
د. محمد بن حارب الشريف
0