المقالات

الحرب على المخدرات.. أولوية قصوى

تشكل الجهود الأمنية لمكافحة المخدرات التي تشهدها مناطق المملكة حاليًا والتي تشارك فيها قطاعات وزارة الداخلية الحل الأمثل في استدامة الحرب على المخدرات. ومن المعروف أن طبيعة أي حرب تنهض بتجنيد جميع القطاعات في المشاركة لتحقيق الانتصار على العدو، والمخدرات هي العدو الذي يتغلغل في أسس مستقبل أي مجتمع تتواجد به، وإذا كانت الحملة المشتركة تشارك بها قطاعات وزارة الداخلية،مكافحة المخدرات والأمن العام وحرس الحدود والأفواج الأمنية، فمن نافلة القول إن تجنيد جميع أفراد المجتمع كجنود تتقدم الصفوف، هو أمر مهم من أجل حسم هذه الحرب لصالح مجتمع نظيف من هذه الآفة الخبيثة التي تستهدف الشباب بشكل خاص. وإن عمل جميع أفراد المجتمع لا يقتصر على التبليغ عن المتورطين في هذه الجريمة تجارًا ومروجين ومتعاطين وحسب، وإنما عليهم أدوارًا مختلفة في هذه الحرب.

وتعد مكافحة المخدرات إحدى أهم القضايا الأمنية في المملكة، حيث تؤدي المخدرات إلى تدمير الصحة والأمن والاستقرار الاجتماعي. وبالتالي، تتبنى المملكة العديد من الإجراءات والسياسات والبرامج لمكافحة هذه المشكلة الخطيرة على المجتمع والوطن بأكمله. وفي إطار الجهود التي تبذلها بلادنا لمحاربة المخدرات، فتحت المملكة مراكز إعادة تأهيل خاصة ومستشفيات لعلاج المدمنين. ولعبت الحملات الإعلامية وجهود التوعية بمخاطر المخدرات من قبل العديد من الجهات الحكومية والأهلية في نشر الوعي بمخاطر وأضرار المخدرات على أفراد المجتمع، وخاصة فئة الشباب، الذين يشكلون الغالبية العظمى من فئات المجتمع السعودي.

وفي الواقع لا يكفي إطلاق الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المبادرات، والمشاركة مع مختلف الجهات الحكومية والشركات الخاصة للتوعية بمخاطر المخدرات، فما زال هناك الحاجة إلى تكثيف الجهود في المدارس والجامعات للتوعية بمخاطر وأضرار هذه الآفة الخطيرة التي تستهدف الشباب المعول عليهم بناء الوطن.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح الحرب على المخدرات ليس جديدًا، فقد شاع من قبل وسائل الإعلام بعد المؤتمر الصحفي المنعقد برعاية رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون عام 1971، ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت الحرب على المخدرات بالحرب على الجريمة في إطار الحرب على الفساد.. وحددت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1987 يوم 26 يونيو ليكون يومًا عالميًا لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع تعبيرًا عن عزمها على تعزيز العمل والتعاون لتحقيق الوصول إلى مجتمع دولي خالي من تعاطي المخدرات.

وتأتي جهود المملكة في مكافحة المخدرات في إطار الجهود الدولية لمكافحة هذه المشكلة، حيث تتعاون المملكة مع العديد من الدول الأخرى لتبادل المعلومات والخبرات وتطوير البرامج المشتركة لمكافحة المخدرات، كما تشارك المملكة في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة المخدرات.

وحسب ماورد بموقع وزارة الصحة السعودية فإن أسباب الوقوع في المخدرات تعود إلى أسباب أسرية (القدوة السيئة من قبل الوالدين، إدمان أحد الوالدين، التفكك الأسري، إهمال الوالدين لأبنائهم)، وأسباب بيئية (أصدقاء السوء- الفراغ- السفر إلى الخارج دون رقابة)، وأسباب أخرى (ضعف الوازع الديني- اضطرابات الشخصية- حب الاستطلاع)
وهناك العديد من أنواع المخدرات الأوسع انتشارًا في المملكة هي على الترتيب: الحشيش – حبوب الكبتاجون – الميثامفيتامين (الشبو)، والهروين، وكلها مواد خطيرة تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية والجسدية الخطيرة.
وتقدر وزارة الصحة عدد المدمنين على المخدرات في المملكة بـ 200 ألف شخص.

ويعتبر مخدر الشبو أحد أبرز المواد المخدرة التي يسعى مرجو المواد المخدرة في ترويجها بين الشباب في المملكة العربية السعودية مؤخرًا، فيما تبذل السلطات السعودية مجهوداً كبيراً للحد من انتشار هذا النوع من المخدر داخل البلاد كونه يتسبب في كوارث اجتماعية وصحية كبرى على متعاطيه.

وبحسب مختصين فإن مخدر الشبو، يحتوي على مادة تستطيع التأثير على الجهاز العصبي المركزي، وهي مادة مخدرة مصنعة كيمائيًا، وتعمل على زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى التأثير المباشر على متعاطيها في استيعاب ما يدور حوله. كما أنها تؤدي إلى شعور متعاطيها بالقلق الشديد بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية، التي لها عواقب وخيمة على الصحة العامة.

وفي الأول من مايو/أيار الجاري، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها نجحت في إحباط محاولة تهريب 5.280.000 مليون قرص من مادة الأمفيتامين المخدر التي تستخدم في تحضير الشبو وألقت القبض على مستقبليها. كما تم مؤخرًا ضبط (8,280,078) قرصًا، مخبأة في شحنة مبيّض قهوة.

ولعلنا نذكر كيف أحبطت السعودية قبل نحو عامين لكمياتٍ كبيرة بملايين الأقراص من مخدر «الإمفيتامين» قادمة من لبنان عبر شحنة فواكه وخضراوات، في خطوة واضحة لاستهداف المملكة في محاولة لتقويض أمنها الاجتماعي.

حرب المخدرات قائمة في أماكن متعددة حول العالم، خاصة في المكسيك وكولومبيا والفلبين وغيرها من الأماكن، ولم يعد خافيًا أن هناك أماكن يتم فيها زراعة الأفيون بشكل رسمي كأفغانستان، حيث يتم تهريبه عبر باكستان إلى أقطار العالم، كما يوجد سوقًا مفتوحة للمخدرات في كاتاماندو في التبت.

ومعروف أن مهربي المخدرات يتبعون أساليب عديدة لتمرير سمومهم إلى داخل المملكة ومحاولة تدمير شبابها، معلنين بذلك حرباً على مستقبل الوطن وأمله، ولكن ولله الحمد كل المحاولات تتكسر أمام رجال الوطن المخلصين ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، ورجال الجمارك، وحرس الحدود، والتي حققت نجاحات كبيرة في التصدي لهذه الحرب، فكانت محل فخر أبناء الوطن وكانت محل تقدير القيادة الرشيدة والتي جاءت كوسام شرف للأبطال عندما أعلن مجلس الوزراء تقديره الكبير لجهود رجال مكافحة المخدرات في إحباط عمليات تهريب المخدرات للمملكة.

ويمثل علاج المدمنين على المخدرات في مستشفيات الأمل في بلادنا وسيلة هامة في القضاء على الإدمان، وأقترح بهذا الصدد خط تليفوني أحمر ( الخط الساخن المباشر) يمكن من خلاله الإبلاغ عن أحد أفراد الأسرة المدمنين، ليتم نقله بسرية إلى إحدى مستشفيات الأمل، وأيضًا إيجاد قسم لعلاج الإدمان في سائر مستشفيات المملكة الأهلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى