تحضّر المملكة العربية السعودية لاستضافة قمة جامعة الدول العربية في جدة الساعات المقبلة وتُعتبر هذه القمة مناسبة مهمّة وحيوية للدول الأعضاء في الجامعة؛ حيث سيُناقش القادة العرب مختلف القضايا التي تهم المنطقة، ويتشاركون الرؤى والخطط الاستراتيجية لمعالجة التحديات التي تواجهها، إلا أن استثنائيتها تكمن في توقيتها والظرف الذي تنعقد فيه، لعدة أسباب أبرزها عودة سوريا إلى مقعدها وحالة التوافق العربي، تجاه رؤية التكامل الاقتصادي، أنباء متداولة عن مشاركة حضورية أوكرانية – روسية للكلمة الافتتاحية في القمة، وهي قمة مواجهة التحديات بامتياز، ونتائجها المرتقبة ستكون بمثابة علامة فارقة في العمل العربي المشترك، وستكون عند مستوى تطلعات الشارع العربي، وهو ما ظهر جليًا في كلمة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان عندما دعا إلى ابتكار آليات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية، وبناءً على ذلك، فإن استضافة المملكة لهذه القمة تعكس أهمية دورها الرائد في العالم العربي، كما تظهر التزامها بالعمل على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في الجامعة، ودعمها لجهود تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، وتعتبر هذه القمة فرصة لتعزيز التعاون بين الدول العربية وتطوير العلاقات الثنائية، وتصويب المسار نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، كما تهدف القمة إلى بحث سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الدول العربية، مثل: الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، والسعي نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويتمنى العالم العربي أن يؤدي اجتماع زعماء الدول العربية إلى تحقيق الأهداف المنشودة والتطلعات في هذه القمة الهامة، وأن تكون قمة جدة هي الانطلاقة والبداية نحو آفاق أرحب في الأيام القادمة، وتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول العربية، وستعمل المملكة بكافة طاقاتها على إنجاح هذا الحدث العربي الهام، وفقًا لرؤية 2030 ورغبتها في تعزيز دورها الريادي في العالم العربي، والانطلاق بها نحو استراتيجيات جديدة تنهض بها؛ لتنطلق نحو خارطة طريق مستجدات ومتغيرات الحديثة، وتسخير كافة الأدوات الممكنة، لمستقبل الشرق الأوسط.
0