إن العالم اليوم بأسره يعيشُ أزمات كثيرة، منها: سياسية واقتصادية وثقافية، وإيجاد حلول لها لا بد من التشاور والتباحث، تحت إقامة علاقات بين الشعوب لدعم التعاون المشترك فيما بينها.
والأمة العربية تُشكل موقعًا استراتيجيًا خاصًا من حيث المساحة واللغة والثقافة والثروة الاقتصادية، وهي أمة لها تاريخها الطويل من حيث حضارتها الإسلامية العربية التي انبثقت من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وشهد العالم ذلك على مر العصور والأزمان.
واليوم نرى جامعة الدول العربية، وهي ترى التحديات التي تواجه الأمة العربية في داخلها من الانشقاقات والخلافات؛ إضافة إلى التدخلات الخارجية فهي تسعى جاهدة لإيجاد حل لتلك التحديات.
لقد اتخذت المملكة العربية السعودية موقفًا عظيمًا دائمًا في بناء البيت العربي ببناء ثابت ينبثق منه السلام العادل والشامل إلى كافة الأمم والشعوب.
وما من قضية عربية إلا والمملكة العربية السعودية واقفة معها وقفة جادة في مساندتها ودعمها روحيًا ومعنويًا، وأعظم قضية هي القضية الفلسطينية منذ الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله- إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
إن المملكة العربية السعودية دافعت عن القضية؛ وذلك في داخلها حيث جعلت من ميزانيتها جزءًا منها للقضية الفلسطينية، وفي الخارج هي التي تقف على منابر العالم بمساندتها دائمًا بقولها الذي لم يتغير ولن يتغيَّر: (الشعب الفلسطيني له الحق المشروع في تقرير مصيره، وإعلان دولته المستقلة على تراب وطنه، والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين).
المملكة العربية السعودية لم تبخل في تاريخها يومًا من الأيام في دعم الدول العربية كافة دون استثناء.
وقفت مع الصومال لإيجاد حل سلمي في محنتها مع الإرهاب الذي يدمر الصومال على أيدي المرتزقة شباب الإسلام، وفي العراق دعت السعودية الأطراف العراقية المتناحرة إلى مكة للتصالح فيما بينهم، وكذلك في ليبيا وفي اليمن.
وها هي المملكة العربية السعودية اليوم تستضيف القمة 32 في جدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول السريعة والمناسبة لها.
ومن أهمها الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وهذه القمة العربية العظيمة باستضافة السعودية تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- هي فتح صفحة جديدة للأمة العربية أمام الدول العُظمى على أن المملكة العربية السعودية تملك قدرات واسعة في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية بحكمة ودراية، وأن قرارها حق لها اتخاذها دون تدخلات خارجية.
وتجلى ذلك في دعوة الرئيس الأوكراني للمشاركة في القمة في وقت بلاده تعيش أزمة حرب مدمرة بينها وبين روسيا.
وكذلك دعم المملكة العربية السعودية موقف الدول العربية بمشاركة الرئيس السوري في القمة بعد فترة كانت سوريا بعيدة عن المشاركة في العمل العربي المشترك.
ومن ينكر دور المملكة العربية السعودية في تقدمها نحو خدمة الإنسانية ودعم السلام العادل والشامل والدائم؛ فهو فقد البصيرة، ومات قلبه.
إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله – رفع مستوى المملكة العربية السعودية السياسي أمام العالم بجهوده الحثيثة التي تشهد له بالعبقرية، وحسن التخطيط والتنظيم وسرعة التنفيذ.
– إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا