المقالات

القمة الاستثنائية العالمية في السعودية

ليس غريبا وليس من باب الصدفة أن تكون المملكة العربية السعودية وأن يكون قادتها بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم بحكم المكان والمكانة وبحجم الإمكانية والتمكن وفي ظل الظروف العالمية التي لم تستثن بلدا عن آخر ولا قوة عن قوة وفي ظل هذا كله تنهض السعودية العظمى وتقوم بدورها الريادي في مرحلة تاريخية عصيبة حيث استطاع الأمير الشاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بتوجيهات والده الملك سلمن خادم الحرمين الشريفين فأعلن عن استضافة المملكة للقمة العربية بل اعتبرها العالمية الاستثنائية بمن حضر وتشرف بالمشاركة في القمة (32 ) العادية في تسلسلها الغير عادية في توقيتها ومضامينها ومناقاشاتها ومباحثاتها وجدول أعمالها المعد له بعناية من قبل المعنيين وعلى رأسهم سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وبدقة متناهية وشمولية لقضايا كثيرة ومثيرة في هذه الحقبة من عمر العالمين العربي والإسلامي وفي خضم ما هم في دول الغرب والشرق وأوروبا التي تعاني من تخبط في السياسات أدت لحرب طاحنة باردة وساخنة نتائجها أودت بالكثير من البشر الأبرياء ووأدت الإنسانية التي كانوا يتشدقون بها ويملون مفرداتها على الدول الهادئة التي تعيش على مقدراتها ولم ينالها من تلك الدول العظمى – والعظيم الله – سوى تصدير الثورات والأسلحة العادية والفتاكة والنفاق وعدم الحياد بل الانحياز السافر الذي جعل بعضهم يأكل بعض من غير هدف ولا توقع للنتائج الكارثية لهذا الاقتتال الدائم والمتقطع .
عندما تتولى الأمر المملكة العربية السعودية في الأوقات العصيبة والمواقف المريبة بين دول العالم العربي بالذات فهي تعي بما تخطط له وتدرك الأبعاد التي ستؤول إليه هذه اللقاءات من خلال القمم سواء على مستوى دول الإقليم من خلال مجلس دول الخليج العربي أو على مستوى القمم العربية وتفردت هذه القمة ( 32 ) بأن جمعت الغرب والشرق لطاولة القمة العربية فأصبحت قمة عالمية في السعودية وكأنها حلّت محل مجلس الأمن والأمم المتحدة بما تضمنت هذه القمة من مواد وبما حملت من هموم عالمية تؤرق الشارع في كل البلدان التي اصطلت بنار الجوع والخوف واكتوت بسعير الحروب الداخلية والتدخلات الخارجية وبهذا فالمملكة بحنكتها وسياستها المتزنة وعدم تدخلها في شؤون الغير إلا بما يملي عليها الموقف والنخوة عندما يطلب منها التدخل أو المشاركة تعطي بهذا دروسا كثيرة لمن ليس لهم تجارب في الإنسانية إلا بما يملى عليهم دونما تبصر ولا بصيرة وهنا يبرز الدور الريادي لهذا البلد وقادته الميامين بأن يضربوا للعالم مثلا للشفافية والحيادية وإنكار الذات وعدم الانصياع للإملاءات الخارجية لأنها تؤمن بقراتها ومقدراتها وتؤمن بمعرفتها بمصالحها التي جعلت وتجعل من هذا الوطن الشامخ ملاذا وافر الظلال للنفوس التي تأبى الضيم وتكره العنف وتستمد مبادئها من شرع الله ونظام الأنسنة الحقيقية لا المزيّفة .
انتهت القمة العربية العالمية الإسلامية بنجاح عبر عنه الأعداء قبل الأصدقاء وعبر عنه الشرفاء من القادة والمشاركين والإعلاميين الذين حضروا وشاهدوا واستمعوا واستمتعوا بما تحققق من نجاح يحسب للمملكة ويكتب لسمو رئيس المؤتمر سمو ولي العهد بأحرف من نور لحسن إدارته للقمة ولكلمته الضافية التي توجت هذا الجهد في ظل ما تعيشه المملكة اليوم من رخاء واستقرار سياسي واقتصادي ولحمة داخلية تقف جنبا إلى جنب مع قيادتها في كل ما تتخذ من قرارات حاسمة لحياة كريمة لمواطنيها والمقيمين على خارطتها الشاسعة وما حملة الحرب على المخدرات اليوم في الداخل وعلى المنافذ البرية والجوية والبحرية وما وقوف الكل للتصدي لهذه السموم ومروجيها ومتعاطيها ودرء خطرها إلا نموذجا للبناء الشامخ لصناعة الإنسان على الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وما هذا النجاح الذي يقوده سمو ولي العهد ويشرف على تنفيذه سمو وزير الداخلية ورجال الأمن الشرفاء إلا الدليل القاطع بأن لهذا البلد رب يحميه بسواعد أبنائه الذين صدقوا الله ما عاهدوا عليه نسأل الله لهم العون والتأييد وأن يجعل ما يقدمون في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . والله من وراء القصد .
انعطاف قلم :
شكرا لصحيفة مكة الإلكترونية التي واكبت وغطّت هذه القمة بالصوت والصورة والكلمة الصادقة والشكر موصول للزميل عبد الله الزهراني رئيس التحرير ولمراسلي الصحيفة في قلب الحدث في جدة ولكل من وقف خلف النجاح الذي عبر به من تشرفت كاميرا وتسجيلات الصحيفة باللقاء معهم ونقلته للقارئ هنا بكل شفافية ومصداقية وللكتاب المميزين الذين عبروا عن رأيهم بكل حيادية .

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى