أصبح الجراد والحشرات الطائرة المهاجرة واقعًا مزعجًا في ساحات وأسطح المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في الآونة الأخيرة بسبب التحوَّل المناخي في بعض المناطق غرب البحر الأحمر، ويعتبر الجراد والكثير من الحشرات الطائرة من الحشرات التي يجذبها الضوء الساطع، وهذا ما يجعل منظومة ساحات وعمارة الحرمين الشريفين بيئة جاذبة لها بسبب منظومة الإضاءة الساطعة والمتوهجة التي تقصدها، وتنجذب إليها تلك الحشرات الطائرة، مما جعل منظومة عمارة الحرمين الشريفين مميزة بأضوائها من ارتفاعات جوية عُليا ومن الفضاء الخارجي أيضًا.
لذلك يأتي هذا المقترح والمتمثل في تهيئة بيئة جاذبة تُحاكي واقع الجذب الذي يصدر من منظومة الإضاءة في عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف عبر تهيئة مسطحات أرضية تعمل كمصائد ضوئية جاذبة لأسراب الجراد والحشرات الطائرة المهاجرة على بعد مسافات مناسبة عن محيط المدينتين المقدستين، وهذه المصائد الجاذبة مفتوحة المساحة والعدد والمسافة، تبلط برخامٍ أبيضٍ ناصع أو بدهانٍ أبيضٍ ناصع، وتسلط على تلك المسطحات إضاءات متوهجة البياض تُحاكي واقع الإضاءة في منظومة الحرمين الشريفين، لتكون بيئةً استباقيةً متقدمةً تجذب إليها تلك الحشرات الطائرة، ومن ثم القضاء عليها بأي وسيلةٍ كانت، كيميائية أو كهربائية في بيئة بعيدة عن أي ضرر بشري يمكن أن ينتج من عملية القضاء عليها، وكلما اتسعت تلك المسطحات الضوئية وزاد عددها كلما ارتفعت نسبة الجذب لتلك الحشرات وانحسرت أو تلاشت نسبة وصولها إلى بيئتها الجاذبة السابقة بمشيئة الله -عز وجل-.
