المقالات

العمل الخيري.. إبداع وإتقان

عطاء بلا حدود، وإسهامات بلا قيود، يقوم بها الأفراد والمؤسسات في المجتمع، لا تُقدَّر بثمن في عطائها، ومدّ يد العون لمن أثقلته نوائب الدهر، فامتدّت له تلك اليد التي تُعين المحتاج، وتأخذ بيد الضعيف وتبني الأسر، وتدفع بها من نقمة الحاجة وأثرها إلى قيمة الغنى وعطائه.
كم من فقير معدَمٍ وقع أسيرًا للحاجة! فامتدَّت له يد العطاء لتأخذ به وتسد حاجته وتنهض به نحو المشاركة والمساهمة؛ لتصنع منه إنسانًا مشارِكًا ومنتِجًا في المجتمع بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رَحبَتْ.
أجزَل ديننا الحنيف الثواب والأجر للمانحين الخير والباذلين له في سبيل إسعاد الناس وإدخال السرور إليهم بقضاء حوائجهم، وإعانتهم على الحياة فيما يحتاجونه، وما يمرّون به نتيجة لظروف الحياة ومتغيراتها التي جعلت المجتمع يساهم ببرامج خيرية تُساعدهم في ظروف الحياة ونوائبها.
إنَّ اليد التي تمنح وتُعطي وتبذل وتجود وتمسح دمعةَ المحتاج وتقف معه وتعينه وتأخذ بيده، لهي جديرة بالاحترام والتقدير في عطائها ومنحها للخير والمساهمة في أفعال الخير التي لا تُعدّ ولا تُحصى. يجب أن تُثمَّن تلك الأفعال وتقدَّر من المجتمع، فهي قامت بالواجبات الدينية التي حثَّت على العطاء والبذل وإسعاد الناس، والمساهمة في خدمة المجتمع من خلال تلك البرامج الموجهة لهذه الفئات.
ما أعظم أجر المانحين للخير من الله سبحانه وتعالى، فقد وعدَهُم بجزيل الثواب ورفع مقامَهم فيما قدَّموا لهذه الفئة وإغنائها مِن ذُلِ الحاجة والسؤال؛ فالصدقة من أحبِّ الأعمال إلى الله؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”، وكذلك التطوّع في أعمال الخير وتقديم المساعدة للناس دون انتظار مقابل، ولقد قال تعالى: «ومن تطوَّع خيرًا فهو خير له» (البقرة: 184).
إنّ رؤية ٢٠٣٠، التي يقودها ويشرف عليها سموّ سيدي ولي العهد -حفظه الله- ورعاه، أكَّدت في برامجها على تفعيل العمل الخيري، وتشجيعه والمساهمة فيه من خلال تسجيل مليون متطوع بحلول عام ٢٠٣٠، وإنشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وإنشاء العديد من المنصّات مثل: منصة إحسان وجود للإسكان، ومنصة نوى، ومدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحيّة…
ما أعظمك يا وطني! في الخير تبذل وفي العطاء تمنح، وأنت اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو سيّدى ولي العهد تشجّعون وتدفعون بهذه البرامج للمجتمع، لتشجيع العطاء وبذل المزيد من أعمال الخير فيه، وتضعون برامج نوعيّة في العمل الخيري تشكِّل رافدًا من روافد التنمية، ومساهمة في بذل الخير وإعانة المجتمع على تحقيق أهدافه.
بعطائكم نصنع الفرق في حياة الفرد والمجتمع…

– عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى