كتاب بعنوان: “رحلاتي مع أوبر”، لمؤلفه فادي زويل، الأمريكي من أصول مصرية مهندس البرمجيات في واحدة من أكبر شركات وادي السيلكون بجامعة ستانفورد. طبيعة عمله تستدعى السفر المتكرر حول العالم، سجل انطباعه عن 22 رحلة حول العالم، مكنته من التعرف على سائقي أوبر والتحدث معهم، كانت الأحاديث مليئة بالحكاوي الشيقة. مجموعة من القصص التي سمعها تركت أثرًا واضحًا في نفسه، وتعلم منها أشياء جديدة وقيمًا لم يكن على علم بها من قبل. من أحاديثه معهم وجد أن سائقي أوبر على عكس سائقي التاكسي لهم خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة، مثال سائق أوبر الميسور من أرباب المعاشات الذي لم يستطع الجلوس في المنزل بلا عمل، وقرر النزول إلى الشارع، واستخدام مركبته الفاخرة في توصيل الآخرين بهدف التفاعل معهم وقتل الوقت. أو الذي خدم في الجيش وشاهد حروبًا ومواقف أثرت في شخصيته للأبد، ومنهم رجال أعمال، منهم من فشل، ولجأ للعمل كسائق أوبر حتى يستعيد توازنه، ومنهم من نجح لكن عمله كسائق أوبر ومقابلته لناس لا يعرفهم يسعده كنوع من التغيير. منهم سيدات هن العائل الوحيد لأسرهن لم يجدن سوى أوبر للحصول على مصدر ثابت من الرزق. رأى المؤلف في هؤلاء السائقين مزيجًا عجيبًا من طبقات المجتمع المختلفة، سمع منهم قصصًا تعكس حياتهم وخبراتهم الشخصية التي اكتسبوها من خلال تجارب أثمر بعضها عن نتائج إيجابية وأخرى انتهت بالفشل. من أطرف المواقف قصته مع سائق أوبر ألماني من مقاطعة بافاريا، التي تقع فيها مدينة ميونخ، كان في العديد من المرات التي استأجرا فيها أوبر في هذه المقاطعة، لم يفتح السائق فمه بكلمة، وعند محاولته الحديث يكون الجواب مقتضبًا بدون أي رغبة في الاستمرار. وفي إحدى الليالي في مدينة ميونخ كان هناك عشاء عمل دُعيَّ إليه، وصادف أن كان يجلس بجانبه أحد الألمان والذي كان طوال العشاء لم ينبث بكلمة، على الرغم من محاولته فتح موضوع للحديث ودائمًا الإجابة قصيرة ومقتضبة. بعد انتهاء وجبة العشاء تحدث مع أحد زملائه الألمان شاكيًا له قلة ذوق من كان يجلس بجانبه في العشاء، ضحك الألماني وقال: لا تأخذ سلوكه بمحمل الجد، فالألمان من الأصل البافاري قليلو الكلام، عندها أدرك لماذا كان ذلك السائق الألماني لا يرغب في التحدث معه في تلك الرحلة. وأختم بقصة سائق الأوبر الياباني والذي أخرج المؤلف بطاقته الائتمانية، ومررها بالجهاز في المقعد الخلفي بغرض تسديد مبلغ الرحلة، ولكن لم تمر العملية بنجاح، وجرب السائق في الجهاز الأمامي؛ ولم تمر بنجاح. عندها نظر السائق إليه قائلًا: أنا آسف يبدو أن الجهاز عطلان، يمكنك الذهاب بدون أن تدفع الأجرة لأنه خطأ منا.
0