أكثر من عقدين، وأنا في مهنة المتاعب الصحافة، ومررت بالكثير من المواقف، وكنت قريبًا جدًا من المحتاجين من أهل الظروف الخاصة من مختلف الفئات والطبقات، وحتى أكتب موضوع القضية بشكل كامل يجب أن أتقمص الدور، وأضع نفسي محل الشاكي بعدها أجمع المعلومات والأنظمة والقوانين والتباحث مع جهات حكومية لها علاقة بالقضية، وقد يستدعي الأمر إلى مشورة المحامي أو المستشار القانوني، أضع رأيه ضمن المادة وأيضًا رأي أهل الخبرة ومن صنّاع القرار وغيرهم ممن أراه لخدمة القضية أو الموضوع الذي أنوي طرحه .. وهناك من يطالب بعدم نشر التحقيق لوجود الحل على طاولته، وهذا ما يسعدني ويعفيني من النشر .. وعندي مبدأ في عملي الصحافي يتضايق منه بعض من يحضر إلى مكتبي طالبًا نشر قضيته، وأرفض لكونها سبق وأن نشرت في إحدى الصحف؛ فهنا أنا أرفض أن أكرر النشر بعد زميل ..حتى ولو كان النشر السابق “التحقيق” كان ضعيفًا أو غير مكتمل الأركان والأدلة الداعمة.. فالعمل الصحافي الميداني له رونقه الخاص عندما يحرص الصحافي في بذل الجهد، وتقصي الحقائق، ودراسة فحوى الموضوع بشكل متكامل حتى لا يقع في قفص الاتهام؛ فالتحقيق الصحفي يكون لك أو عليك؛ فالقلم أمانة ورجل الإعلام يجب أن يكون قدر المسؤولية؛ فهو مرآة يعكس صورة وطنه ومواطنين هذا الوطن .. ونحن نمر هذه الفترة بالكثير من التغيرات الإصلاحية، والتي تسعى الدولة جاهدة لجعل هذا الوطن فوق هام السحب، وأنا نأخذ العبرة من ما نُشاهده من حوادث مؤلمة في دول الجوار، نسأل الله السلامة…
0