في كل عام وما أن تحل علينا مواسم شهر رمضان والأعياد؛ وخاصة عيد الفطر ألا وتهب على جوالاتنا عاصفة الواتساب، والتي تعصف بجوالاتنا وتغرقها رسائل ورسومات وصور وفيديوهات؛ لتبادل التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، ومن بعده عيد الفطر ثم عيد الأضحي.
واليوم وبعد أن هبت ثم سكنت عاصفتان منهما في شهر رمضان، وكذلك عيد الفطر وقبل أن نقترب من العاصفة الثالثة عاصفة عيد الأضحي.. ربما نحتاج أن نتوقف قليلًا ونتأمل، ونراجع أنفسنا إن كانت هذه هي الطريقة المثلى والفعالة والراقية لتبادل التهاني؛ وخصوصًا مع الأقارب والأرحام والأصدقاء الأعزاء.
إن هذه الرسائل غالبًا ما ترسل لجميع جهات الاتصال الموجودة في الجوالات، ويتم فيها تبادل رسومات ولوحات وتصاميم وصور وفيديوهات لا يتم في الغالب حتى تحديد اسم الشخص المرسلة له بل ربما ترسل حتى دون تفرقة بين القريب والصديق العزيز، وبين أي شخص عادي موجود رقمه في الجوال، ربما لا تربطنا به أي صلة سوى أن رقمه موجود بالجوال لدينا.
ومن الطرائف المضحكة والمحزنة في آن واحد أن بعض الناس ينسخ الرسالة من أشخاص أرسلوها له ثم تدور لتعود إليه مرة أخرى من أشخاص آخرين، والبعض من كثرة النسخ واللزق يستخدم نفس الرسالة التي أرسلت له ثم يعيد إرسالها للآخرين وينسى حتى أن يغير اسم صاحب الرسالة.
وكل ذلك ربما يُشير إلى دلالات واضحة أن هذه الرسائل العامة واللوحات والرسومات والصور والفيديوهات تحولت إلى عمل روتيني ممل، يفتقد لمشاعر التواصل والمحبة الفعلية، وفقد قيمته وفعاليته في التواصل، وتبادل التهاني في مثل هذه المناسبات؛ وخصوصًا مع الأقارب وذوي الأرحام والأصدقاء الأعزاء.
ولذلك ربما علينا أن نفكر في طرق أخرى أفضل وأجمل وأرقى مثل: الاتصال المباشر أو رسالة صوتية بصوتنا المعتاد أو رسالة مكتوبة ومحددة باسم الشخص وكنيته، وأن نصيغ الرسالة بأسلوبنا الخاص، ونظهر مشاعرنا فيها هذا إذا كان للشخص الذي نود تهنئته مكانة عندنا، ونحرص على التواصل معه؛ فلذلك يستحق منا كل هذا الجهد والوقت.
في المرة القادمة عند حلول عيد الأضحى لماذا لا نجرب أن نهنئ أقاربنا وذوي أرحامنا وأصدقاءنا المقربين بمكالمة هاتفية؛ فإن لم نتمكن فبرسالة صوتية بصوتنا المعتاد؛ فإن لم نستطع فبرسالة خاصة لهم موسومة بأسمائهم أو بأجمل ألقابهم وأن نعبر لهم عن مشاعرنا الإيجابية الخاصة ثم لنراقب أثر ذلك، وأظن أن ذلك سيحدث أثرًا عميقًا في العلاقة والصلة والتواصل معهم وبهم، وهذا هو الهدف الأسمى والأرقى والأجمل.
0