حقيقة أشعر بالفخر كأحد أبناء بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، وأنا أشاهد بأم عيني وأسمع بأذني الإطراء الكبير على دولتنا الحبيبة؛ خاصة من خلال المؤتمرات والندوات والملتقيات الخارجية التي أشارك فيها كضيف أو متحدث.
فخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أصبح يُمثل ظاهرة وعي تاريخي لهذه الأمة، فهو -يحفظه الله- لا يسير في إطار التاريخ، بل في إطار القادة الذين يصنعون التاريخ، ويضيفون عليه من خصائصهم، وصفاتهم، وبصماتهم، الشيء الكثير؛ لأنه -يحفظه الله- يُمثل مرحلة تحول تاريخي وحضاري مهم في حياة رجال ونساء وأبناء، وبنات الشعب السعودي العظيم.
فإسهاماته -يحفظه الله- متعددة منها حرصه على أن يكون لبلادنا الحبيبة أدوار متعددة، وأن يكون لها ثقلها الكبير بين الأمم، ودورها الفاعل في مجالات المال، والأعمال، والاقتصاد العالمي، وأن يكون لها تأثيرها المتزايد في إطار منظمة أوبك، والحرب الروسية الأوكرانية، والحوار القائم بين الشمال والجنوب؛ إضافةً لإسهاماته -يحفظه الله- في نشر ثقافة الحوار، وقيم الاعتدال، والوسطية، وحقوق الإنسان، وقيم التسامح والحرية وفق المعايير الإسلامية، وتعزيز معنى الرأي والشورى بين أبناء المجتمع السعودي الكريم.
إن المرحلة التي تعيشها بلادنا الحبيبة في وقتنا الحاضر، هي مرحلة هامة وفاصلة تفرض نفسها كعهد جديد، له معطيات جديدة، وحراك جديد، وهمة للوصول للقمة، لم تعهدها بلادنا الغالية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس -رحمه الله-.
لقد تحملت بلادنا الحبيبة أكثر مما تتحمله في سبيل مبادئها ومناصرة إخوانها في كل بقعة من بقاع البسيطة، كان ذلك واضحًا من خلال مؤتمر القمة العربية الأخير الذي استضافته المملكة، وجهودها في حل المشكلة السودانية، ودفاعها عن الشرعية اليمنية، والتوافق الليبي، ودعم العراق الشقيق، ومساعدة لبنان للخروج من أزمته، وإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
إن ملامح النهضة الاقتصادية الإصلاحية التي نعيشها اليوم برزت من خلال رؤية ولي عهدنا المحبوب الأمير محمد بن سلمان، والتي سعى من خلالها إلى تحديث الاقتصاد السعودي الذي ظل لعقود معتمدًا على مصدر واحد فقط هو النفط والغاز.
إن قرارات ولي العهد -يحفظه الله- أسهمت بشكل كبير في صناعة المستقبل الزاهر لبلادنا الحبيبة، وكانت رؤيته – يحفظه الله – بمثابة مجموعة من العناصر لإيقاظ وتشجيع السعوديين، ومنحهم جُرعات من الأمل في نهضة اقتصادية حقيقة.
منذ يومين وأنا أتجوَّل مع الأهل في شارع (نيو بوند) التجاري بمدينة لندن، لفت نظري تجمعًا لبعض من المتسوقين حول عازف، كان يعزف أغنية: أنت ملك من قبل ما تصبح ملك، التي أداها كلٌّ من رابح صقر وماجد المهندس.
حقيقة انتابني وزوجتي شعور بالفخر والاعتزاز على أن سخّر لنا رب العزة والجلالة هذه القيادة الكريمة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
https://twitter.com/makkahnews1/status/1668168538119340033?s=46&t=Up2l1YfXimg8gWn5D5CNMg