هيا كدا
السيدة (المبقلة) كتبتها حسب لهجة أخواننا المصريين الجميلة، وأقصد بها المبجلة. الأستاذة هالة لها طلعات يضيق منها الصديق قبل الذي لا يمت بصلة للصداقة بقيد أنملة. فقد علقت على القرش الذي لم يختشِ علي دمه واستغل رمي خرفان نافقة رميت بسوء نية على شاطئ الغردقة. وبالتالي ذهب ضحيتها “إنسان برئ”. وقد غردت بأن هناك من قصد ضرب السياحة. فدفع ذلك القرش الشرس “والحمدلله أنه لم يكن ريالًا”. إلى ذلك الساحل. وابحثوا عن من المستفيد. وكأني بها تقول وكل لبيب بالإشارة يفهم. المواطن السعودي.نعم حسن النية وطيب القلب، ولكنه هو اللبيب الذي بالإشارة يفهم ما وراء الإيحاءات والإيماءات.المواطن السعودي غيور على وطنه فلا يقبل عليه لومة لائم. ولا حتى غفوة نائم يهذر فيها كما يشاء. وقد ردوا بكل عفوية بفيديوهات ساخرة لعلها تخزي العين . ..ومن ثم خرجت الأستاذة في فيديو مع شخص بعنوان أنه صحفي يسألها في لقاء يبدو متفقًا عليه عن موضوع القرش. الذي يبدو كان شكله عملة صعبة. فقالت أبدًا هي ماقصدتش حاجة عن السعودية أو دول الخليج بل وتفتخر أن نصفها خليجي وبالذات سعودي. نشكرها على الاعتراف بذلك. كما ذكرت أن الذي رمي الخرفان سفينة من توجو. طبعًا وإذا سرنا حسب قولها لضرب السياحة في الغردقة. فمن نافلة القول الكل يعلم أن توجو بلد ليست وجهة للسياحة إلا ما ندر.
وبحكم أن السيدة الوفية هالة قالت: إن نصفها سعودي. وشكرت كل من كان له الفضل عليها، وهي بالطبع وفية كل الوفاء الذي ما يخرش المية لهذه الدول. فلقد ذكرتني بالمثل القائل الغول والعنقاء والخل الوفي. وهذا المثل يضرب في المستحيلات. يقول الشاعر صفي الدين الحلي:
مَّا رَأَيْتُ بَنِي الزَّمَانِ وَمَا بِهِمْ خِلٌّ وَفِيٌّ، للشَّدَائِدِ أَصْطَفِي
أيْقَنْتُ أَنَّ المُسْتَحِيلَ ثَلَاثَةٌ: الغُولُ وَالعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الوَفِي. فالغول غالبًا هو حيوان خرافي يتصوره بعض العرب بعين واحدة، والبعض يقول: إنه من الشياطين، وقد تناوله الشعراء من وحي خيالهم في رحلاتهم من ذلك ما قاله الشاعر أبو البلاد الطهوي. لهان على جهينة ما ألاقي
من الرَّوعات يوم رَحى بطان
لقيت الغول تسري في ظلام
بسهب كالعباية صحصحان
شددتُ عِقالها وحططتُ عنها
لأنظر غُدوة ماذا دهاني
إذا عينان في وجه قبيح
كوجه الهر مشقوق اللسان
أما العنقاء. فهي طائر أيضًا من مخيلة العرب وبالذات الشعراء، ويضرب أبو العلاء المعري به المثل في شعر فيقول: –
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا
فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا
وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ
هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا
فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا
إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا. أما الخل الوفي فكثير منا يريد من خله أن يكون وفيًا ويفضله على نفسه. وطبعًا هذه من الأماني الصعبة. فقد نرضي بمن وقت الشدائد يُذكرك ويقف معك، ولا يأتيك منه ضر. يقول قاضي مصر علي بن النعمان:ولي صديقٌ ما مسَّني عَدَمٌ
مذ وقعتْ عينُهُ على عَدَمي
أغنى وأقنى وما يكلّفني
تقبيلَ كفٍّ له ولا قَدَمِ
قام بأمري لمَّا قعدتُ به
ونمتُ عن حاجتي ولم يَنَمِ.
ويقول النابغة الذبياني:
قد كنت دومًا حين يجمعنا الندى
خلا وفيا .. والجوانح شاكـره
واليـوم أشعر فى قرارة خاطري
أن الذي قد كان .. أصبح نادرة
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة
بـين الأحـبة أو ولائم عامرة.
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
كالقلب للرئتين .. ينبض هادرة
استلهـم الإيمـان من عتباتها
ويظلني وكرم الإله ونائــره
يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا
قد كانت الألفاظ عنك .. لقاصرة
أخيرًا. ما هكذا تورد القروش يا هالة.