المقالات

شيطان المخدرات

“الشبو” من أشهر أنواع المخدرات الفتاكة والقاتلة، يتم تصنيعه معمليًا في صورة بلورات أو حبيبات كريستالية زرقاء وبيضاء لامعة، ويتم تعاطي الشبو من خلال التدخين والحقن الوريدي والشم أو بلع حبوب الكريستال، وكلها طرق مدمرة للجهاز العصبي المركزي.
إن تجربة تعاطي الشبو طريق يقود الشخص إلى الإدمان من أول جُرعات التعاطي، وحدوث العديد من الآثار الخطيرة والتي تؤدي إلى الانتحار أو ارتكاب الجرائم، وهناك العديد من العلامات النفسية والجسدية التي تظهر على متعاطي الشبو؛ حيث إنه كثير الحركة والنشاط ولا يستطيع الجلوس في مكانه لمدة دقيقـتين ويظل مستيقظًا ولا يستطيع النوم لأيام عديدة، ويشعر بالطاقة والنشاط والقوة والثقة التي تدفعه للقيام بالأعمال الإجرامية مثل السرقة والقتل، ويصاب بنوبات من الاكتئاب الشديد التي تدفعه إلى الانتحار كما أنه يشعر بالهياج والعنف في التعامل مع الأمور البسيطة بدون أي مبرر لأتفه الأسباب، وهذا يحفزه إلى العدوانية كما أنه يُعاني من انخفاض كبير في الوزن، ويصاب بالأمراض النفسية والذهنية من أبرزها مرض الفصام، ويُعاني من رؤية الأشياء وسماع الأصوات غير الحقيقية, ويشعر بأن هناك حشرات تسير على جسمه أو رؤية الأشخاص يسيرون خلفه، وغيرها من أشكال وصور الهلوسة السمعية والبصرية الكاذبة التي يتعرض لها المتعاطي ووجود هذه الهلاوس والضلالات السمعية والبصرية تدفعه لأعمال إجرامية. وهو كثير الكلام ويميل إلي الثرثرة وكثرة الحديث بدون سبب وبلا معني، وهو قادر أن يتحدث ما يزيد عن 100 كلمة في الدقيقة، ونختم بأعراض الشبو علي الوجه من أبرزها التجاعيد على الوجه مع احمرار وجفاف في الشفاه مع تقرحات في الجلد وتساقط الشعر، وغيرها من الأعراض.
وأؤكد أن هناك دراسات طبية تُشير إلى الصلة الوثيقة بين تعاطي “الشبو” وزيادة الإضرابات والأمراض النفسية وقد أكد مجمع إرادة والصحة النفسية بأن مادة الشبو المخدر تُعتبر مادة قاتلة وتُعد من المواد المخدرة الخطرة جدًا بصفة عامة وتؤدي للإدمان السريع من الجرعة الأولى، واختلال لوظائف الجسم. تتمثل أعراضه النفسية في العنف والسلوك الإجرامي وارتكاب المتعاطي الجريمة “بـدم بارد”، ونجد من أسباب إدمان الشبو ضعف دور الأسرة وصحبة السوء والأزمات النفسية والسلوكيات المُنحرفة؛ حيث يدخل المتعاطي إلى عالم لن يستطيع الخروج منه بسهول، وأؤكد هنا على أهمية الدور الأساسي للأسرة في وقاية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن المخدرات باعتبارها الحصن الأول مثل أن كل الشباب يتعاطون أو لا يضر بالصحة. على الأسرة تجنب الصراعات والمشاكل المنزلية وتوفير بيئة منزلية هادئة حتى لا تجعل الابن يهرب من هذه الصراعات باللجوء إلى المخدرات والامتناع عن العنف والإهانة، ومنح الثقة للأولاد، والحرص على إشعار الأبناء بالثقة، ومنحهم مساحة من الخصوصية؛ لأن الضغط المبالغ فيه قد يأتي بنتائج عكسية، وعلى الأسرة تفهم الحالة النفسية إذا كان الابن يُعاني من الاكتئاب أو القلق المزمن أو أي من الأمراض النفسية؛ فيجب الذهاب به إلى طبيب نفسي لتقييم الحالة الصحية وأخذ العلاج المناسب، وأثبتت الدراسات أن الأبناء الذين يعيشون في بيئة أسرية هادئة أقل عُرضة لتعاطي المخدرات في المستقبل، وحثت مجمع إرادة والصحة النفسية على عدم الوقوع فريسة لهذه المادة المدمرة وغيرها من المواد الأخرى المخدرة بتدارك النفس قبل فوات الأوان، والمبادرة بالاستفادة من الخدمات العلاجية التي تقدمها مجمعات إرادة وعيادات علاج الإدمان في مناطق المملكة.

 – جدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button