لأن خدمة الحجاج شرف عظيم لا يُدانيه شرف، حرصت المملكة العربية السعودية وملوكها البررة عبر التاريخ على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج البيت الحرام منذ عهد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- وخلفائه من الملوك – رحمهم الله- وصولًا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله-.
وفي هذا السياق، استقبلت المملكة مؤخرًا طلائع حجاج بيت الله الحرام من خارج المملكة لموسم حج هذا العام 1444هـ، حيث تم استقبال أفواج الحجيج الواصلين إلى مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة بباقات الورود وأطباق متنوعة من التمور، إضافةً لعبوات ماء زمزم.
وكانت وزارة الحج والعمرة قد أعلنت سابقًا أن عدد الحجاج لموسم حج عام 1444هـ، سوف يصل إلى 2 مليون حاج، بينهم 1.8 مليون حاج من خارج المملكة، و200 ألف حاج من داخل المملكة.
كما أعلنت الوزارة عن اعتماد عدد الحجاج إلى ما كانت عليه عام 2019م؛ وذلك بنسبة 1 في الألف من عدد سكان كل دولة وهي الطريقة المعتمدة من منظمة التعاون الإسلامي، وأنه تسهيلًا على الحجاج تم إلغاء شرط العُمر، وشرط التحصين، وذلك وفقًا لشروط ما قبل جائحة كورونا “كوفيد-19″، مع جودة خدمات أفضل، وتسهيلات متعددة.
فيما أكَّد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة على السماح لأي بعثة حج من أي مكان في العالم التعامل مع أي شركة مرخصة تحقق المتطلبات التي يحتاجها حجاج تلك الدول؛ وذلك بهدف التنافسية وتحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
مبادرة طريق مكة
فيما شرعت وزارة الداخلية في تنفيذ مبادرة “طريق مكة”، لخدمة ضيوف الرحمن من خلال 7 دول عربية وإسلامية؛ هي: المغرب، إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، بنجلاديش، ولأول مرة في جمهوريتَي تركيا وكوت ديفوار، التي تبذل فيها مبادرة طريق مكة الجهود الحثيثة لخدمة الحجاج، مسخرةً بذلك طاقاتها البشرية لتوفير أفضل الخدمات.
وقد جرى توثيق ما اختصرته مبادرة طريق مكة لإنهاء إجراءات رحلة الحج إلى المملكة، وسط أعمال تكمن في أن تكون أكثر تيسيرًا وسهولة، للارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم فريضة الحج، وتتويجًا لجهود المملكة في تسهيل دخول حجاج بيت الحرام، وتقليص فترة بقائهم في مرحلة القدوم، وإنهاء إجراءاتهم في مطارات القدوم من بلدانهم، عبر مسارات إلكترونية تقنية ذات جودة عالية، موحدة ومخصصة تعمل على اختصار الوقت والجهد، يعمل عليها الشباب والشابات السعوديون عبر مطارات الدول السبع.
منظومة صحية
ومن جانبها، وضعت وزارة الصحة منظومة متكاملة وإستراتيجيات صحية محكمة في مراكز المراقبة الصحية في المنافذ (14 منفذًا جويًا وبريًا وبحريًا)، حيث تُعتبر الخدمات الصحية في منافذ دخول الحجاج هي خط الدفاع الأول في الحفاظ على الأمن الصحي للحج، إضافةً إلى متابعة الإجراءات الاحترازية وفقًا للمستجدات الوبائية واللوائح الصحية الدولية التي تُطبَّق على القادمين للحج وأمتعتهم ووسائل النقل، وتشمل تحديث الاشتراطات، والإرشادات، والنصائح الصحية للحج، والتي تُبنَى على الوضع الوبائي العالمي.
برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين
لا يمكن أن ننسى اللفتة الكريمة الدائمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإصداره – حفظه الله- أمرًا ملكيًّا باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين، لأداء فريضة الحج هذا العام؛ وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين.
وتأتي تلك الاستضافة الكريمة ضمن البرنامج الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والتي استعدت لموسم حج 1444هـ بباقة من البرامج والخدمات المميزة، ومنها تفعيل الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة خدمة الرد الآلي من خلال الهاتف المجاني للرد على استفسارات ضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام، وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تقدمها الوزارة المنبثقة من رسالة المملكة السامية في نشر الوسطية والاعتدال، وتوجيه ضيوف الرحمن وفق المنهج الصحيح الذي جاء به الكتاب والسنة المطهرة تحقيقًا لتطلعات ورؤى القيادة الرشيدة.
وما سبق مجرد رصد سريع لجهود بعض الوزارات في موسم حج 1444هـ، مع التأكيد على أن كافة الجهات العاملة في الحج من وزارات وهيئات ومؤسسات حكومية وأهلية لا تدخر جهدًا في سبيل تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله- واتساقًا مع رسالة المملكة العربية السعودية الراسخة في خدمة الحجيج.
-عضو مجلس إدارة شركة حجاج أفريقيا غير العربية