مهما تطوّرت وسائِل التّواصُل الإِجتِماعِي لا يُمكِنُها أن تُعوِّض بهجة لِقاء الإِنسان بِالإِنسان تفاعلاته ونبراته .. صوته ضحكته تعابيره مع كل أحاديثه .. لذا مهما تطوّرت التقنية ونشرت قنوات تواصلها في كل مكان ستظل قاصرة عن إنسانية الإنسان وستبقى اللِّقاءات التقلِيدِيّة هِي الأفضل والأجمل بالإجماع ..
لهفة اللِّقاء وجهاً لِوجه والنظر في العينين والجلوس على طاولة واحدة والحديث بكل عفوية وتلقائية لا تُعوِّضها أي وسِيلة تواصُل في الدنيا مهما كانت شعبيتها وتأثيرها على المجتمع بكل أطيافه ..
لا النَّظرة تُعوّض ولا مُصافحة اليدين نشعر ولا وقت الإِبتِسامة نراه ، ولا رائحة العِطر نشمّها ولا روح ولا نفس للكلمات المكتوبة المكررة الخرساء !!!!!!
حتّى التِزامك بِالموعِد لِهُ قِيمته وجماله حماسك لِلمُقابلة واختِيارك لِملابِسك وطريقة حديثك ولباقتك
والتعرّف على صداقات جديدة تربطك بها اللقاءات التقليدية في مناسباتنا التي وإن حضرت التقليدية إلا أن التقنية تفسدها بالتصوير وعرض تلك اللقاءات لكل المتابعين الافتراضيين الذين يتفاعلون خلف شاشات هواتفهم بطريقة تقنية تفتقد لكل روح أو شعور أو إحساس فالتقنية آلة صلدة صلبة لا روح ولا حياة بها !!!!
كُل هذِهِ الأشياء في حياتنا لا يُعوِّضها هذا التطوُّر أبداً فالأمكنة مهما تعددت بها الأزمنة وتعاقبت عليها الكثير من تعقيدات التقنية بكل تواصلها إلا أنها – أي الأمكنة –
هي الذكريات التي نُقشِت بأرواحنا ونبض قلوبنا في كل محطات العمر بين السعادة والمعاناة ؛ لذا لا نفسد ذكرياتنا الحالية بالتقنية ونشاركها كل لحظاتنا فبعض اللحظات أكبر من كل تقنيات العالم .
فكرة اخيرة :
لحياة هي الذكريات بل إنما الإنسان ذكريات؛ برهان ذلك – كما ذكر الشيخ علي الطنطاوي أن أحدنا لو جُرِّد من ذكرياته، لأصبح وما لحياته معنًى ولا لوجوده اعتبار ولا قيمة .