المقالات

ست سنوات من ولاية العهد زاخرة بالمشاريع والمبادرات الوطنية لمستقبل مشرق

بعد مرور ست سنوات من تولي ولاية العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، أهنيء نفسي ووطني بهذه الثقة الملكية التي ألبسها إياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتعيينه ولياً لعهده ورئيساً لمجلس الوزراء، فكان سموه محل الثقة وأهل للاستحقاق.
حمل ولي العهد على عاتقه هدفاً عالمياً لوطنه فقال في كلمة سجلها التاريخ: “إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق.. لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا.. سنخفف الإجراءات البيروقراطية الطويلة، وسنوسع دائرة الخدمات الإلكترونية، وسنعتمد الشفافية والمحاسبة الفورية”.
كلمات ترجمتها الخطط المحكمة والإنجازات المتوالية والرغبة الصادقة في تحقيق هذا الحلم، فكانت البداية عبر رؤية ثاقبة وخطة طموحة استناداً إلى نهج علمي ومهني في الإدارة والقيادة، فقال في هذا السياق: “دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة”، وقال أيضا: “لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام”.
ترجم هذه الأفكار برؤية المملكة 2030 فقال عنها: “رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر، سنرحب بالكفاءات من كل مكان، سيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح”.
انطلقت الرؤية معتمدة على إرادة صلبة وشباب طموح وكفاءات وطنية استلهمت قصص النجاح من رؤيته حفظه الله، والتي تعتمد في نجاحها على قدرات مواطنيها وتحقق في الوقت نفسه حياة مزدهرة لهم، فهم شركاء التخطيط والتنفيذ والاستخدام الواعي لمقدرات الوطن الغالي، فقال سموه في هذا الصدد: “الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية”.
بعد مرور ست سنوات من التخطيط والعمل كان الجد والمسؤولية شعار موقد شعلتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فكانت الإنجازات والثمار أعلى من أهداف ما خطط لها، فكان من أبرز هذه المنجزات:
-تسهيل الحصول على الخدمات الصحية الطارئة خلال 4 ساعات بنسبة تتجاوز 87%، مقارنة بـ 36 % قبل إطلاق الرؤية، وخفض معدل وفيات حوادث الطرق سنويًا لتصل إلى 13.5 وفاة لكل 100 ألف نسمة بعد أن كانت 28.8، وارتفاع نسبة الممارسين للرياضة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا لتصل إلى 19% في عام 2020م مقارنة بـ 13% قبل إطلاق الرؤية.
-الاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية، التي كان لها الأثر المباشر في تسجيل مواقع سعودية جديدة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وارتفاع عدد المواقع التراثية القابلة للزيارة في المملكة عام 2020م إلى 354 موقعًا بعد أن كان 241 موقعًا في 2017م.
-تعزيز الهوية السعودية وتعزيز حضورها عالميًّا، حيث أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر، بعد أن كان عددها 3 عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية، ووصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1,000 موقع في عام 2020م، وذلك مقارنة بـ 400 موقع فقط في عام 2016م.
-إنشاء 7 محميات طبيعية ملكية في عامي 2018 و2019، لحفظ الأنواع النباتية والحيوانية ولتكون خزانًا وراثيًا حيًا، وتحقيق إنجازات عالمية في إنتاج المياه المحلاة، إذ تصدرت المملكة الإنتاج العالمي لتحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، حيث بلغت 5.9 ملايين م3 يوميًّا في عام 2020م، وأسهم استبدال التقنيات الحرارية والتوسع في استخدام التقنيات الصديقة للبيئة في تحقيق خفض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بلغ 28 مليون طن سنويًا.
-تضَاعُف أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020م بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015م، وتجدر الإشارة إلى أن معدل تدفقات الاستثمارات الاجنبية دوليًّا قد انخفض بمقدار 58% منذ العام 2015م، إضافة إلى نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية لتصل إلى 17.625 مليار ريال بنسبة ارتفاع وصلت إلى 331% بعد أن كانت 5.321 مليارات ريال قبل إطلاق الرؤية، كما شملت تلك المبادرات إطلاق مشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.
-تسارع نمو نسبة الناتج المحلي غير النفطي من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 59% في 2020، بعد أن كانت 55 % في عام 2016، كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية لتصل إلى 369 مليار ريال في عام 2020م، بعد أن كانت 166 مليار ريال في عام 2015م، بنسبة زيادة وصلت إلى 222%، فيما زاد عدد المصانع بنسبة 38% ليصبح 9,984 مصنعًا مقارنة بـ 7,206 مصانع قبل إطلاق الرؤية.
-إطلاق مبادرات رائدة، منها: إطلاق برنامج «صنع في السعودية»، وإطلاق برنامج «شريك»؛ لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإنشاء بنك التصدير والاستيراد، وإطلاق نظام الاستثمار التعديني.
لقد ترافقت أقوال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع أفعاله وإنجازات وطنه، وكان انعكاسها على الوطن مميزا في تأثيره محلياً وعالمياً، فهنيئاً لنا بولي العهد الذي كرس وقته وجهده لخدمة وطنه.
كل مواطن ومقيم على هذه البلاد الطاهرة يشهد بالإنجازات التي رافقت ولاية عهد طموحة؛ فنشعر بالاعتزاز والفخر بما تحقق من بصمة للمنجزات السياسية المشرفة والبرامج الاقتصادية الباهرة التي تعزز من مكانة الوطن المحورية، ونتطلع لتحقيق المزيد في سلم المجد والفخر والنمو والاستقرار، لما نراه في سموه من نشاط وحيوية وأفكار رائدة، وبما نلمسه من حجم العمل، والحراك المستمر، وضخامة المسيرة، وعظم النتائج، نتيجة توالي التغييرات التنفيذية لمسؤولي الدولة للارتقاء بكفاءة الأداء والتحديثات التنظيمية للأجهزة الحكومية، لتعزيز منظومة عملها المؤسسية، وكذلك في توالي وتنوع القرارات المفصلية والبرامج التنموية والمبادرات الجريئة والمشروعات المتنوعة لوطن وقيادة نزهو بهما ويزهون بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى