المقالات

بوتين شرى له من حلاله علّه!

سؤال مجرد

“يامن شراله من حلاله علّه”.. ينطبق هذا المثل الشعبي بحذافيره على الرئيس الروسي بوتين وقائد قوات فاغنر بريغوجين..

انقلاب قوات فاغنر على بوتين يفتح عدة سيناريوهات خطيرة داخل وخارج روسيا، منها:

1 – فشل الجيش الروسي في السيطرة على التمرد، وبالتالي نجاح فاغنر في الوصول إلى موسكو، ونشوب حرب أهلية وربما مساندة قطاعات من الجيش لبريغوجين للإطاحة ببوتين، وبالتالي دخول الشيشان وربما بيلاروسيا في أزمة، وربما حرب مع النظام الجديد وفاغنر.

2 – انتهاء الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي لن تفوته دول الناتو لدعم كل ما يمكنه إنهاك وإضعاف وتحييد روسيا، وبالتالي تحقيق كل ما تصبو إليه أمريكا ودول الحلف.

3 – تأثر الدول التي لروسيا وجود فيها سواء عبر قوات فاغنر أو غيرها، مثل: سوريا وليبيا والسودان وإفريقيا الوسطى، وبالتالي تغيَّر المشهد في هذه الدول ودخول لاعبين أجانب إقليميين أو غربيين محتملين، وتغيير الكثير من المعادلات على الأرض.

4 – نجاح بوتين بدعم الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف في السيطرة على التمرد، وهو ما قد يخفف من آثار احتمالات نشوب حرب أهلية، وربما دعم إيراني صيني، قد يضمن نجاح بوتين في احتواء الأزمة (إن حدث)، وحتى هذا الاحتمال قد يغير واقع الحال في روسيا وخارجها.

5 – تهور بوتين في حال عدم القدرة على السيطرة على التمرد، باستخدام السلاح النووي او أسلحة خطرة ومحرمة دوليًا، سواء ضد أوكرانيا أو قوات فاغنر في موقع تمركز قياداتها، وهذا السيناريو الأخطر، فهو بلا شك سيشعل شرارة الحرب العالمية الثالثة، في حال عدم اعتراض الجيش على هذه الخطوة، وتماهيها مع قرارات بوتين.

6 – تأثر أسعار النفط بشكل كبير، مما قد يغير المعادلة الدولية في تعامل حلفاء بوتين معه، وبالتالي قد تكون نهاية بوتين سياسيًا

7 – استثمار دول الناتو للضعف الروسي الواضح، الذي ظهر جليًا في طول أمد الحرب مع أوكرانيا، واعتماده على شركة أو ميليشيا أو قوات خاصة (سموها ما شئتم)، لخوض حرب بهذه الأهمية، والاعتماد من ناحية أخرى على قاديروف، وبالتالي استثمار أمريكا ودول الناتو لهذه الحال لتفكيك الاتحاد الروسي بالكامل، وتحويله إلى دويلات صغيرة يمكن السيطرة عليها وضمان تبعيتها السياسية والاقتصادية للغرب.

وفي جميع هذه السيناريوهات المحتملة (مجتمعة أو منفردة)، لن تعود روسيا كما كانت من قبل، ولن يعود بوتين كما كان من قبل، حتى لو نجح في القضاء على التمرد، وأيضًا لن يعود العالم كما كان قبلها في كل الحالات.

أمام بوتين 24 ساعة للقضاء على التمرد، وإلا فإن هذه السيناريوهات التي ضده قد تحقق لا محالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى