في جولة عابرة وخلال مروري على بعض الطرقات داخل وخارج المشاعر المقدسة في الأيام الماضية، شعرت بالفخر والاعتزاز، وأنا أرى ذلك التواجد المهيب لكافة قطاعات الدولة الخدمية منها والصحية والأمنية، وهم يقفون جنبًا إلى جنب؛ وكأنهم بنيان مرصوص من أجل الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن لهذا العام حينها تذكرت تلك المقولة التي تقول: “ليس من رأى كمن سمع”؛ فقد رأيت بأم عيني ما يثلج الصدر ويبهج الروح ويبعث على الطمأنينة بأن بلادنا بصورة عامة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة بصورة خاصة في أيدٍ أمنية خاصة عندما تُشاهد ذلك التواجد الأمني الكبير على الطرقات، وفي كل شبر من شوارع العاصمة المقدسة في منظومة تُشير إلى أن السعودية كانت ومازالت وستبقى -بإذن الله- مصدر عز وهيبة وحزم وقوة، وذات مكانة وسيادة شرفها الله -عز وجل- باحتضان أطهر بقاع الأرض بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم، وزاد أهلها شرفًا عندما أصبحوا خدامًا لها .
وقد جاء العرض العسكري السنوي الذي تُشارك فيه قوات أمن الحج، والذي كان برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية تأكيدًا على ما رأيته من تواجد أمني مهيب، يجعلك ترفع رأسك وتفتخر بأنك تحمل الهوية السعودية، وتنتمي إلى هذه البلاد المباركة خاصة إذا ما علمنا أن أهم ركائز البناء والتنمية هو أن يحظى المجتمع بالأمن والأمان والطمأنينة؛ فمتى ما تحقق ذلك كان التقدم والتطور حليف الدولة التي تكون أجهزتها الأمنية على أهبة الاستعداد في كل زمان ومكان.
ومما يلفت للنظر خلال الأعوام السابقة ما كانت تنقله لنا كاميرات المصورين من جهود العاملين على الأرض من كافة القطاعات الأمنية الذين كرسوا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن ليس فقط لتأدية الواجب المناط بهم، إنما تجد صورًا عديدة ورائعة، لرجال الأمن السعوديين الذين يتسابقون على خدمة الحجيج والابتسامة تعلو على محياهم، فهذا يمسك بالمظلات لتحمي الحجيج من الشمس، وذاك يهرع لتقديم المياه والطعام لهم، وآخر يحمل كبار السن على ظهره ليسهل مرورهم، ضاربين بتلك الأعمال أروع الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى عن تكامل العمل الخالص لوجه الله تعالى موقنين ومؤمنين بأن ذلك شرفًا عظيمًا يسجله التاريخ للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا.
وفي ختام القول… فإن هذا التنظيم والدعم المقدم قلبًا وقالبًا لا يمكن أن يلمسه من شعوب الدول الإسلامية والعربية إلا من كتب الله له الحج؛ لأنه سيشاهد بعينيه من على أرض الواقع هذه الجهود الجبارة التي جعلت الطريق إلى الحج مُفعمًا بالراحة، والأمان مكرّسًا للطاعة، والعبادة، في صورة مشرفة تعكس الكرم العربي الأصيل الذي تتسم به بلادنا حكومة وشعبًا، والقدرة التي يبذلها أبناء السعودية؛ ليجعلوا موسم كل حج تجربة سعيدة ومريحة تعلق في ذاكرة كل حاج.
وخزة قلم:
أقل ما يُمكن أن يقال للمتربصين والمشككين في قدرات المملكة وشعبها قل: “موتوا بغيظكم”.