جميل أن يعشق الإنسان قناعته، وأن يشعر بروحانية إيمانه ومعتقده، سبحان من أنار دربه برؤيا، وجعله سببًا لهداية غيره. هو اليوم في مكة لأداء الحج، بعد أشهر قليلة من اعتناقه الإسلام. إنه القس السابق (إبراهيم ريتشموند)، من جنوب إفريقيا، الذي دخل الإسلام هو وجماعته، أثناء قدومه لأداء فريضة الحج لعام 2023م، قصة حلم ظل يأتيه في المنام، وكان سببًا في إسلامه.
يقول: (شعرت بمشاعر كانت حلمًا وأصبحت حقيقة، كنت قسيسًا لمدة 15سنة، كنت أمير الجماعة في الكنيسة بجنوب إفريقيا التي لديها حوالي 100 ألف تابع. حتى جاءني الحلم سمعت هذا الصوت في المنام يقول لي: أخبر رجالك بأن يرتدوا اللباس الأبيض، قلت: المسلمين.. ثياب المسلمين، ثم قلت: هذا مجرد حلم، جاء الحلم مرة أخرى، وأخرى، وفي المرة الأخيرة أصبح الصوت قويًا جدًا، أخبر رجالك، عندها ذهبت إلى الجماعة في الكنيسة.
قلت: أنا ذاهب للجماعة وسأخبرهم سأجعلهم يصدقون، ذهبت لهم هناك وقلت لهم، ولو تعلم … كيف جعلها الله سهلة، جميعهم قبلوا جميعهم. عندها جاء الاجتماع الثاني، كانوا جميعًا يرتدون اللباس الأبيض، جميعهم قبلوا الإسلام قبل ثلاثة أشهر، نطقت بالشهادة في تلك الكنيسة، كانوا يدعمون ويرددون ما أقول، آلاف الأصوات كانوا يرددون الشهادة معي، كنا سعداء.
رأيت مسلمًا قادمًا إلينا لاحقًا، قلت له: لطالما انتظرتك، كنت أنتظرك، كان عندي حلم بأنك ستأتي هنا. عندما قالوا لي بأني ذاهب للحج قلت… أنا؟، لا أستطيع الذهاب هناك، لن أذهب إلى هناك، قالوا لي: إنك ستذهب ، قلت: إلى أين لا بد أنكم تمزحون لن يحدث هذا، لا يمكن حدوثه، الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عندما جاء إلى هناك كان وحيدًا، سأتبع خطوات قدمه، أنا مؤمن باتباع خطواته، ملايين من قومي في جنوب إفريقيا سيتبعون هذه الخطوات لرؤية النور، هذا جبل النور، أنا أول واحد بين عائلتي يلمس هذه التربة… التربة المقدسة، جبل النور، من أجل هذا جئت إلى هنا, إنني أشعر براحة، أريد الصعود للأعلى، لا شيء صعب عندما يملأ القلب النور، باسم الله لا شيء صعب، سيجعلها الله سهلة عليّ، أنا سعيد لأجل ذلك، إنها تجربة شعور الحاج، أنا سعيد جدًا ومحظوظ لأُعطى هذه الفرصة وأنا ما زلت هنا، لأنه قد لا توجد فرصة أخرى لا حقًا، هو نورنا .. نور العالم ليشع نوره في أرجاء العالم، ويغفر لنا ذنوبنا]. انتهى كلام القس المسلم من جنوب إفريقيا.
مؤثر جدًا.. إصراره على إكمال هذه الرحلة المباركة، وحديثه عن تجربته فيها نوع من الفخر بنعمة وعظمة هذا الدين، إنها الهداية الربانية وانشراح الصدر، وذلك مصداقًا لقوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ) (الأنعام: 125), نسأل الله له الثبات والتوفيق.
0