أحرق مؤخراً لاجئ عراقي ملحد نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد في دولة السويد دون أدنى احترام لمشاعر الملايين من المسلمين في كل العالم للأسف الشديد ولا ملامة على أمثاله طالما في دولة لاتحترم أصلاً أكثر من 2مليار مسلم، أحرق كلمات من قول الحق سبحانه وتعالى فيها كل الخير والصلاح وفي مختلف شؤون المرء ولا غرابة في ذلك فهو كمن سبقه ضال مُضل، أحرق آيات عظيمات ضاق صدره بها ففي هذه الآيات دعوات للتفكير والتأمل وأخذ الحكمة والعبرة ولكنه بالتأكيد أعمى بصيرة، أحرق آيات كريمات لم تلزمه بأي أوامر فيها العظيم من الفضل والمعروف والفلاح للبشرية جمعاء ولا عجب فهو مثيل من تقدمه ضائع زائغ، أحرق آيات بينات فيها أحكام وتعليمات ونصح وإرشاد وفي الوقت نفسه لم تجبره بأي حال من الأحوال اتباع دين الإسلام قسراً على الرغم من أن هذا الدين الإسلامي ينبغي أن يكون هو الخيار الصالح في هذه الحياة الدنيا لمن له فكر سليم ولكن لكل إنسان في الأرض حرية اختيار الدين الذي يرغبه وهو بكامل قواه العقلية وسوف يحاسب على اختياره يوم القيامة.
وحقيقة لا نعلم مدى حدود المسؤولية في عالم يتشدق بمبادئ وقيم الحرية ويتحدث عنها ليل نهار في المؤتمرات، والاجتماعات، واللقاءات الإعلامية وهو في الواقع أبعد مايكون عنها، عالم يزعم احترام مشاعر الإنسان في أي مكان في العالم ولا يقدرها أبداً حين تتأثر مشاعر ملايين المسلمين بحرق نسخ من مصحفهم الشريف المقدس، والتهكم على رسولهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فلماذا كل هذا الحقد والكراهية على رموز خالدة في المجتمع الإسلامي لا يقبل هذا المجتمع الفاضل الإساءة إليها؟ ولماذا لا تتدخل الحكومات المعنية وآخرها دولة السويد في منع مثل هذه التصرفات الغوغائية؟ ولو حدثت مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية من الجانب الآخر كيف ستكون ردود الأفعال؟ بالطبع سنسمع في الحال الجمل المتدوالة مسبقاً: يجب احترام الإنسانية، وأهمية احترام معتقدات الآخرين،وغيرها من الجمل المستهلكة. وهي في الأصل حجج واهية لا تقبلها العقول السليمة، ولا الضمائر الحية. ونحن في هذا الشأن نلتزم بما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف من التعامل بأخلاق رفيعة مع الناس كافة.
وأنت أيها الآثم.. أيها الضال.. أيها المنحرف.. أيها المعتدي على كتابنا الكريم ودستورنا العظيم الخالد فكما حرقت المصحف الشريف أحرق الله تعالى عميق قلبك، وأشعل الله في دواخل صدرك نيران من الألم والخزي والعار، وأشغل الله أعماق نفسك بالخوف والهم والحزن، وجعل الله الأرض عليك ضيقة في كل مكان تسير فيه؛ حتى لا تطيق نفسك وحالك وكل من حولك، وعسى الشقاء والعذاب والأنين معك أينما تحل وترحل، و نأمل أن نراك تتمنى الموت عاجلاً ولكن لا تجده إلا بعد أن تتوجع وتتألم مئات مئات المرات، أما نحن كمسلمين فلله الحمد والمنة ندرك جيداً أن العزيز العدل الجبار المنتقم سوف يُمهلك ولن يُهملك، وسوف نرى فيك يوماً يشفي الله فيه صدورنا من جراء فعلك القبيح أيها القبيح فبطبيعة الحال الجزاء من جنس العمل. ونحن أيضاً ولله الحمد زدنا حباً فوق حبنا، وزدنا تمسكاً فوق تمسكنا، وزدنا شوقاً فوق شوقنا لكتاب الله الكريم والحمد لله على كل حال.