في البداية، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- بمناسبة نجاح موسم حج هذا العام 1444هـ، وهو نجاح أشاد به القاصي والداني سواء داخل المملكة أو خارجها، مما يعكس بوضوح ديدن المملكة العربية السعودية منذ التأسيس على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- ومن بعده خلفائه من الملوك البررة، في الاهتمام بضيوف الرحمن من حجاج البيت الحرام وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لكي يؤدوا مناسكهم بكل أمان واطمئنان وراحة، علماً بأن عدد حجاج موسم هذا العام قد تجاوز مليون و846 ألف حاج.
وإذا كان موسم الحج الماضي 1443هـ، كان موسماً استثنائياً لكونه أتى بعد انقضاء أزمة جائحة “كورونا”.. من ناحية، ولأنه واكب التحول المؤسسي لشركات أرباب الطوائف بالتوجه التجاري والاستثماري الجديد المتوافق مع “رؤية المملكة 2030″، فإن موسم حج هذا العام 1444هـ قد شهد التطبيق الأول لهذا التوجه الاستثماري للشركات، ومنها شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية بقيادة رئيس مجلس إدارتها د. أحمد عباس سندي وإخوانه من أعضاء مجلس الإدارة، وهو ما يمكن رصد دلالات نجاحه في موسم حج هذا العام الذي شهد قفزة نوعية في مستوى الخدمات التي قدمتها الشركة ومراكز تقديم الخدمة التابعة لها لحجاجها (حجاج دول أفريقيا غير العربيه وحجاج دولة الامارات العربية المتحدة) بما يقارب الـ (226) ألف حاج.
ومن مظاهر نجاح الموسم للشركة تلك الخدمات المميزة المقدمة لحجاجها مع ذلك المشروع الجبار للخيام المطورة في مشعر عرفات، وفرش كل مخيمات الشركة بالـ ” صوفا بد” في مشعري عرفات ومني، مع تقديم خدمة مميزة في مجال تغذية الحجاج وتوفير وجبات إسناد، وتوفير المياه والعصائر علي مدار الساعة، وغيرها من الخدمات المميزة التي أدخلت الراحة والسرور على قلوب الحجيج، وهو ما لمسناه من ردود أفعالهم وامتنانهم الكبير لما لقوه من اهتمام ورعاية من جانب الشركة ومنسوبيها ومكاتب الخدمة التابعة لها.
ولأن “من لا يشكر الناس، لا يشكر الله”، لابد من الثناء والتقدير لجهود رجال العزم من أبناء الشركة الذين كان لهم الدور الأكبر في إنجاح موسم حج هذا العام ولا سيما أثناء وجود الحجيج بالمشاعر المقدسة، وفي مقدمتهم سعادة رئيس مجلس الإدارة د. أحمد عباس سندي “عرّاب الشركة” وربّان سفينتها الماهر الذي لا يكل ولا يمل من التوجيه والمتابعة والنزول للميدان والتواصل مع ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم.
وكذلك عضو مجلس الإدارة عضو اللجنة الإشرافية لموسم حج 1444هـ أ. خالد عباس سندي، والذي أعتقد أنه لم ينم منذ يوم 7 ذي الحجة حتى أول أيام عيد الأضحى المبارك، وأيضاً لا يمكن نسيان الجهود الضخمة للأخوة أعضاء مجلس الإدارة أعضاء اللجنة الإشرافية لموسم حج 1444هـ : الدكتور سليمان محمد قطان، وأ. موفق منصور جمال، وأ. هاني هاشم نصرالدين، وأ. محمود محمد علوي.
أما الرئيس التنفيذي للشركة أ. بدر علي بافقيه، فقد كان شعلة نشاط طوال الوقت بحركته الدائبة الدائبة هنا وهناك، وبابتسامته الدائمة، وبردوده الحاضرة على كل الأسئلة والاستفسارات بأدب جمّ وخلق رفيع.
كما أُثني على جهود تلك النخبة المنتقاة من مسئولي القطاعات، وأخص منهم كلاً من: رئيس قطاع المشاعر المقدسة م. منصور علوي، ورئيس قطاع النقل م. رائد رواس، ومعاونيهما من فريقي العمل. والشاولي والبدراوي.
وإذا كان الشكر واجب لقيادة المملكة الرشيدة – أيدها الله- في إنجاح موسم حج هذا العام، فإن جهود وزارة الحج والعمرة كانت لافتة للنظر في هذا النجاح، وأخص منها صاحب المعالي الوزير د. توفيق الربيعة، ومعالي نائبه د. عبد الفتاح مشاط، وكذلك سعادة وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج د.عايض بن محمد الغوينم، والوكيل المساعد م. إياد رهبيني، فضلاً عن كافة مسؤولي الوزارة، وجميعهم كانوا أصحاب دور بارز بالموسم لا سيما أثناء الوقوف المباشر بالمشاعر المقدسة.
والأمر الجدير بالنظر، تلك اللفتة العبقرية من صاحب المعالي وزير الحج والعمرة د. توفيق الربيعة خلال الحفل الختامي الذي أقامته الوزارة بمقرها بمكة المكرمة تحت عنوان “ختامه مسك” تكريماً لكل القطاعات الحكومية والخاصة على جهودها الكبيرة في إتمام موسم حج هذا العام، حيث كشف معاليه بوضوح تام وبشفافية كاملة أنه لن يكون هناك مواقع محددة للدول في حج 1445هـ، مشيراً إلى أن المواقع سوف تُحدد على من ينتهي أولاً من جميع التعاقدات ويكون مستعداً وجاهزاً للعام القادم.
كما أكد د. الربيعة أنه اعتباراً من يوم الجمعة 12 ذي الحجة 1444هـ (30 يونيو 2023م) تم – ولأول مرة في تاريخ الوزارة- تسليم وثيقة الترتيبات الأولية لمكاتب شؤون الحج لموسم الحج القادم والمتضمنة حصة كل دولة والبرنامج الزمني الجديد، لضمان الاستعداد المبكر لحج العام القادم 1445هـ
وأضاف الوزير أنه في 1 ربيع 1445هـ (16 سبتمبر 2023م) سيتم بدء الاجتماعات التحضيرية وفتح المسار الإلكتروني لإدخال البيانات وإعلان قائمة الشركات المرخصة، وكذلك التعاقد مع الهيئة العامة للطيران المدني وتفعيل المحفظة المالية في المسار الإلكتروني، وبعد ذلك يتم الانتهاء من تلك الاجتماعات التحضيرية وإتاحة باقات الخدمة في تاريخ 20 ربيع الثاني 1445هـ (4 نوفمبر 2023م)، وبعد ذلك سيتم إطلاق معرض خدمات الحج والعمرة يوم 8 يناير 2024م برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وهو الحدث الذي سيكون منصة متكاملة ومعرضاً متكاملاً لجميع الخدمات المتاحة، والتي ستقدم لحجاج بيت الله وتساعد الجميع على الاطلاع على الخدمات المتاحة.
كما أشار معالي الوزير بأنه في تاريخ 15 شعبان 1445هـ (25 فبراير 2024م) سيتم الانتهاء من تعاقدات السكن والمشاعر، والدولة التي ستنهي تعاقداتها مبكراً ستكون لها الأولوية في أخذ الاماكن واختيار الاماكن المناسبة لها في المشاعر، مضيفاً أن الهدف ضمان أن تكون الاستعدادات مبكرة من الجميع حتى نقدم خدمة متميزة وأفضل لضيوف الرحمن، وبعد ذلك سيتم البدء بإصدار التأشيرات من تاريخ 20 شعبان 1445هـ (1 مارس 2024م) وإغلاق المسار لإصدار التأشيرات سيكون في تاريخ 20 شوال 1445هـ (29 أبريل 2024م)، فيما يبدأ وصول الحجاج إلى المملكة بتاريخ 1 ذي القعدة 1445 هـ (9 مايو 2024م).
وبهذه التغييرات، سيتم التسهيل على مكاتب شؤون الحج والاستعداد بشكل أفضل للموسم القادم، فضلاً عن دعم الشركات المقدمة للخدمة في أن تكون على أتم الاستعداد لتقديم خدمة أفضل والارتقاء بالخدمة المقدمة لضيوف الرحمن.
– كاتب ، عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج “أفريقيا غير العربية”