موقف المملكة من قضية فلسطين لا يتزحزح على مر التاريخ، فمنذ أن أسسها الملك عبد العزيز – رحمه الله – وحتى الآن بالقيادة الحالية، فإن الدعم المؤيد للقضية الفلسطينية من قبل المملكة والشعب السعودي لم يتوقف، لقد أنفقت المملكة مواردها المالية وروحها العالية في دعم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة، وفي العديد من المناسبات، أكدت المملكة أن فلسطين هي القضية الأساسية بالنسبة لها وتسعى لدعمها سياسيًا ودبلوماسيًا في المنتديات الدولية.
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية أساسية، وأن المملكة لم تتخلَّ عن الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبد العزيز حتى الآن، وأكد أيضًا أن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة القضايا التي تدعمها المملكة في سياستها الخارجية، وأوضح أن المملكة العربية السعودية لا تعارض التعاملات مع إسرائيل عبر تذكر المبادرة الأولى لحل القضية الفلسطينية التي تم تقديمها في عام 1982، ولكنه أشار إلى أن ذلك لن يحدث إلا في حال تحقق حلًا عادلًا للقضية الفلسطينية، ولم ينكر الفوائد التي ستعود على المنطقة عندما يتم توقيع اتفاق مع إسرائيل، مشددًا على أنه سيكون له آثار إيجابية كبيرة اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، لكن لن يتحقق النجاح في المنطقة إلا إذا تمت معالجة قضية فلسطين.
تعد المملكة العربية السعودية حلًا للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، ويؤمن وزير الخارجية السعودي أن ذلك سيمنح الفلسطينيين حقوقهم وكرامتهم، إذا استطعنا إيجاد سبيلٍ لتحقيق ذلك، فسأكون متفائلًا بأننا سنرى منطقةً تتمتع بمزيدٍ من الأمان والازدهار؛ حيث سيكون بوسع الجميع المساهمة في نموها، بما في ذلك إسرائيل.
وأكدت سفيرة المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، على موقف المملكة بخصوص تسوية النزاع بين إسرائيل وفلسطين وتأسيس دولتين مستقلتين.
تعتقد الأميرة ريما بأن السلام في الشرق الأوسط يجب أن يتحقق عبر حل عادل وكريم لكلا الأطراف، وتؤمن الأميرة أن رؤية المملكة لملف السلام تتمثل في تحقيق التكامل والوحدة والازدهار في المنطقة. ترى الأميرة ريما أن التعاون مع إسرائيل يمكن أن يساهم في تحقيق رؤية 2030 وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة. هدفها هو إنشاء منطقة في الشرق الأوسط يتم فيها العمل بشكل تعاوني ويستفيد الشباب وتتعاون الشركات. أشارت الأميرة ريما إلى أن سياسات حكومة نتنياهو تعوق الجهود لتحقيق سلام شامل في المنطقة وترى أن المستوطنات في الضفة الغربية تشكل مشكلة تحتاج لإيجاد حل ضمن إطار حل الدولتين. يجب أن يكون الحل عادلًا وكريمًا لكلا الأطراف حتى لا يُعاني الناس من الصواريخ وفقد الأحباء بسبب النزاعات المستمرة.
ومن المؤكد والواضح أن إقامة دولة فلسطينية هي شرط أساسي لتنشيط العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل من قبل المملكة العربية السعودية، كما يتم تأكيد الاعتقاد المستمر بأن التطبيع مع إسرائيل يخدم مصلحة المنطقة، ولكن لا يمكن تحقيق التطبيع الحقيقي والاستقرار الحقيقي إلا بمنح الفلسطينيين الأمل والكرامة.
تأكيدًا على أن منح الفلسطينيين دولتهم هو الأولوية، ولكن ليس على حساب القضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال.
يظل الملك سلمان والأمير محمد والشعب السعودي وفقًا لمبادئهم الثابتة ملتزمين بقضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني وخياراتهم وطموحاتهم، فأكدت السعودية مرارًا وتكرارًا أنها لن توقع اتفاقًا سلاحيًا مع إسرائيل قبل التوصل لحل سلمي مع الفلسطينيين، ولكن يوجد من الذين يخترعون أكاذيب لتضليل الناس بدون الكشف عن الحقيقة العادلة.
0