سؤال مجرد
في نوفمبر الماضي، كنت في زيارة لعدد من الدول الأوروبية، ولفتني موقفين، أولهما في العاصمة البريطانية لندن، وبينما كنت أستقل التاكسي مع زوجتي متجهين إلى متحف مدام توسو الشهير، سألني السائق: من أين أنتم؟ فأجبته: من السعودية، فقال بتعجب: أوه.. محمد بن سلمان؟، فقلت له: نعم، أنا من بلد محمد بن سلمان، فبدأ السائق بتعديد إنجازات الأمير محمد بن سلمان بدءًا من مكافحة الفساد، مرورًا بتمكين المرأة، وتحدث بإعجاب شديد عن نيوم ومدينة (ذا لاين) تحديدًا، وعن قوة حضوره في الغرب ومواقفه الندية مع الرئيس الأمريكي ورؤساء دول أوروبا، ولم يقطع حديثه إلا وصولنا إلى المتحف، ليختم حديثه قائلًا: “لقد وصلنا.. أميركم معجزة.. أحبوه وادعموه.. نحن هنا نحبه”، شكرته وشكرته زوجتي وأثنينا على كلامه الطيب، لنبدأ أنا وزوجتي حوارًا آخر، حول مدى التأثير الكبير الذي صنعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هذا الأمير الفارق والأمير الحلم والأمير المُلهم.
لقد سافرت إلى أوروبا أكثر من مرة قديمًا، لم يكن الانطباع عنّا نحن السعوديون جيدًا، ولا عن بلدنا، وكانت هناك عوامل كثيرة تسببت في ذلك من الأحداث الإرهابية و11/9، ومشاركة بعض شبابنا المارقين في هذه الأعمال، وغيرها، أما ما رأيته من الجميع بشكل عام هو نفس فكرة هذا السائق عنَّا وعن بلدنا وعن أميرنا المحبوب، ويبرز الدور الكبير لسموه في تحسين صورتنا الذهنية لدى الغرب الذي أمضى عقودًا من الزمن وهو كسول في معرفة حقيقتنا وثقافتنا وقيمنا، ولم يتحرك خطوات كبيرة تجاهنا إلا بعد أن جاء الأمير محمد بن سلمان (يحفظه الله).
والموقف الثاني، كان في العاصمة الفرنسية باريس، وأثناء تسوقنا في غاليري لافييت، دخلت محل ملابس وإذا البائع شاب أسمر، وبعد قليل من دخولنا سألني: “أنت سعودي؟”، قلت له: نعم، فقال: هل تعلم أننا في بلدي نحبكم جميعًا في السعودية، نحب الملك سلمان ونحب محمد بن سلمان ونحب الشعب السعودي، نعم، نحبكم شيوخًا وشبابًا وأطفالًا ونساءً وبكل فئات مجتمعنا، نراكم في مرتبة عالية، نراكم أحفاد الأنبياء ووارثي أخلاقهم وقيمهم ورسالتهم تجاه كل العالم، فرددت عليه ممازحًا أنت تبالغ، نحن عاديون نشبه كل شعوب العالم، ففاجأني برده: “تعال بلدي وأن تعرف أنكم لا تشبهون أحدًا”، قلت له: وما هي بلدك؟ قال: ربما لم يسمع كثيرون عنها، ولكن كل شخص فيها يعرفكم جيدًا.. نحن جمهورية صغيرة في إفريقيا اسمها “بنين”. قلت له: وما علاقتنا بها حتى تصفنا بهذه الأوصاف؟ قال: “للقيادة السعودية أثر في كل زاوية فيها.. في الطرق.. في المستشفيات.. في المدارس.. في المصانع.. في البيوت.. في كل شيء أنتم هناك.. أنتم بنيتم في بلدنا أكثر مما بنيناه نحن”.
قبلت جبينه وكلي فخر واعتزاز لم أستطع أن أبوح به له.. وشكرته على مشاعره.. وقلت له: القيادة السعودية تحمل هم الجميع؛ لأنها تؤمن بالسلام وبحق التنمية للجميع، ولأن لقيادتها قلوبًا لا تعرف غير الرحمة، رحم الله من رحل منهم.. وأمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. أميرنا الذي أزال الغشاوة عن أعين العالم؛ ليرونا على حقيقتنا.