يكون الاختلاف قيمة ويكون منهجية ومتى كان منهجية كان وبالاً
بالنظر إلى ثقافة المختلف فقد بات أسلوب حياة يدل على مكانة أعلى أو خصيصة مختلفة، وهذا يتناسب كثيراً مع “خالف تعرف” إلى حد ما، فقد كان داعية الاختلاف هو النتوء عن السائد، ومخالفة أسنان المشط، ليصبح من “الغير”، وليس كالبقية.
في نظري أن المختلف هو ردة فعل ينتزعها صاحب تلك الراية من كل هذا العالم، وعليه فإن الادعاء به أول الطريق لحرمانه، ولن نجانب الصواب إن حررناها قاعدة.
أنت لا تملك من الأمر شيء في هذا كله، وإلا فما قيمة تلك التصورات الذي يصنعها تاريخك في عقول الأخرين، وما قيمة التزكيات التي يتصدق بها الناس على بعضهم؟
كل هذا في مسار القيمة، فقيمة الصدق لن تدل عليك أو تدل عليها حتى يرتسم شخصك صادقاً في ذلك المحيط، وهذا ما أرمي إليه في صفة المختلف أو المائز إن صح التركيب.
نرى جميعاً في كل هذا الكم الهائل من شبكة المواقع والتطبيقات والوسائل المختلفة وتعريفيات الناس عن أنفسهم، وتلك التصريحات التي نسمعها بين الحين والأخر من عبارات التمييز وعدم التكرار، وكل منهم يسرد الكثير والكثير ليخرج نفسه من قائمة العادي الى قائمة الـ “غير” ومن قائمة المشابه الى قائمةٍ سعياً ألا يكون معها أي سبيل للمشابهة، وكل هذا وإن كان حقاً إلا أنه لا يقوم به الحكم كما أسلفنا.
الاستثناء والمختلف ليس منهجيةُ نتغنى بها من خلال عدة كلمات لنصبح كذلك، بل هي قيمة زُرعت فيك بناء على ما يراه الناس لا ما تزعمه، وعليه فكثير من مدعيه هم أحق بالعاديّ، بل وربما أقل، ولا وجود للتميز إلا في طريقة الادعاء في خلق التعبيرات المصطنعة، والتي باتت معلبة في هذا الوقت، وحتى تلك العبارات التي لم يُلهم أولئك استحداثها ولو على سبيل الكذب، بل تشابه في ما هو سطحي فضلاً عما هو أعمق، وأنت بهذا يمكن أن تعتبر إصدار آخر من أشخاص آخرين، ومتى تجنبت هذا يمكننا نقاش ما هو أكبر.
استجداء نظرت الناس المختلفة أنت من يصنعها وليس من يفرضها أو يستجديها كما أنها غير قابلة لأن تتوشحها مالم تملك قيمتها، – مع أنها وإن كانت – فهي لا تقدم ولا تؤخر ولن تبلغ بك غاية ولن تقدمك لمجد، ولكن ما دمت تبحث عن تلك القيمة والتي هي ليست قيمة فخذها بحقها وكما قيل:
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً***حتى يروا فيه من آثار إحسانِ
الناس لديها من الوعي ما يؤهلها للحكم بصرف النظر عما تكتبه عن نفسك وهذا هو الختام.