أخيرًا، يُعلن الجيش السوداني قبوله بتشكيل حكومة مدنية تقود البلاد مؤقتًا، وتفضي إلى انتخابات حرة يتم بموجبها انتخاب رئيس مدني للسودان، وهذا الإعلان الإيجابي من قبل الجيش السوداني يتزامن مع عودة استئناف المفاوضات في جدة بين طرفي الصراع السوداني؛ حيث ستبدأ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، في عقد جولة أخرى موسعة وشاملة، من خلال استئناف مؤتمرات التصالح بين المتصارعين..
وبحسب إعلان الجيش السوداني، فإن المؤتمرات المنتظرة بين الطرفين لن تقتصر على الهدنة وإيقاف إطلاق النار وفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، بل ستكون شاملة هذه المرة لتتضمن الدخول في المصالحة السياسية، بين جميع مكونات المجتمع السوداني، وذلك للحفاظ على السودان وإعادة الأمن والاستقرار إليه كما كان قبل الخامس عشر من إبريل الماضي..
لقد تشرف كاتب هذه السطور، بكتابة أكثر من مقال في هذه الصحيفة الموقرة (صحيفة مكة الإلكترونية)، وكنت أدعو في جميع المقالات التي كتبتها بضرورة العودة إلى المسار السياسي، وقلت تحديدًا، بأنه لا بد من تشكيل حكومة مدنية برئاسة وزير الخارجية السوداني لإدارة البلاد مؤقتًا، وصولًا إلى انتخابات حرة ونزيهة، تفضي إلى اختيار رئيس مدني للسودان..
والحمد لله أن توافق هذا الرأي الشخصي لكاتب هذه السطور، مع إعلان الجيش السوداني الرسمي الذي تم إصداره مؤخرًا، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على استجابة البرهان لصوت العقل ومصلحة السودان، وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهود الجبارة والمتواصلة التي بُذلت من قبل المصلحين، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، فبالرغم من توقف المفاوضات السابقة، إلا أن المهمة السعودية الأمريكية وجهود الوساطات بين طرفي الصراع السوداني لم تتوقف، مما نتج عن ذلك مراجعة بعض المواقف المتصلبة ومراعاة المصلحة الوطنية للسودان، والتي أدت في النهاية إلى قبول الجيش السوداني بتشكيل حكومة مدنية ..
ولا شك أن هذا القرار الجريء من قبل البرهان، سيُقابل بالترحيب المطلق سواءً من قبل السودانيين أو من قبل المجتمع الدولي بصفة عامة، فهذا هو المسلك الصحيح والطريق الوحيد والوسيلة الفاعلة التي ستُعيد إلى السودان أمنه واستقراره بإذن الله، دعواتنا للجنة المصالحة السعودية الأمريكية، بالتوفيق والسداد في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات الإيجابية، ودعواتنا أيضًا للسودان بمزيد من التوافق والتصالح والتسامح، وهذا هو المأمول من قبل الجميع، حفظ الله السودان وأهله وبارك الله في جهود المخلصين.
1
لعل وعسى وان كنت ارى ان تخرج بقوة السلاح الاطراف الخارجيه المستفيده من تدهور السودان والضرب بيد من حديد على من عاونهم فى الداخل